La piedad y el ascetismo en la adoración

Ibn Taimiyya d. 728 AH
16

La piedad y el ascetismo en la adoración

الزهد والورع والعبادة

Investigador

حماد سلامة، محمد عويضة

Editorial

مكتبة المنار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٧

Ubicación del editor

الأردن

Géneros

Sufismo
الْخلق المستلزمة للمراد لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لم تكن الْآيَة خطابا الا لمن أَخذ باليسر وَلمن فعل مَا أَمر بِهِ وَلَيْسَ كَذَلِك بل الحكم الشَّرْعِيّ لَازم لجَمِيع الْمُسلمين فَمن أطَاع أثيب وَمن عصى عُوقِبَ وَالَّذين أطاعوه انما أطاعوه بهداه لَهُم هدى الامام والاعانة بِأَن جعلهم مهتدين كَمَا أَنه هُوَ الَّذِي جعل الْمُصَلِّي مُصَليا وَالْمُسلم مُسلما وَلَو كَانَت الارادة هُنَا من الانسان مستلزمة لوُقُوع المُرَاد لم يقل وَيُرِيد الَّذين يتبعُون الشَّهَوَات أَن تميلوا ميلًا عَظِيما فَأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا تَأْثِير لارادة هَؤُلَاءِ بل وجدهَا وَعدمهَا سَوَاء كَمَا فِي قَول نوح وَلَا ينفعكم نصحي ان أردْت أَن أنصح لكم ان كَانَ الله يُرِيد أَن يغويكم فَإِنَّهُ شَاءَ الله كَانَ وان لم يَشَاء النَّاس وَمَا لم يَشَأْ لم يكن وَإِن شاءه النَّاس اتِّبَاع الشَّهَوَات والأهواء وَالْمَقْصُود بِالْآيَةِ تحذيرهم من مُتَابعَة الَّذين يتبعُون الشَّهَوَات وَالْمعْنَى اني أُرِيد لكم الْخَيْر الَّذِي ينفعكم وَهَؤُلَاء يُرِيدُونَ لكم الشَّرّ الَّذِي يضركم كالشيطان الَّذِي يُرِيد أَن يغويكم وَأَتْبَاعه هم أهل الشَّهَوَات فَلَا تتخذوه وَذريته أَوْلِيَاء من دوني بل اسلكوا طرق الْهدى والرشاد وَإِيَّاكُم وطرق الغي وَالْفساد كَمَا قَالَ تَعَالَى فَمن اتبع هُدَايَ فَلَا يضل وَلَا يشقى الْآيَات وَقَوله يتبعُون الشَّهَوَات فِي الْمَوْضِعَيْنِ فاتباع الشَّهْوَة من جنس اتِّبَاع الْهوى كَمَا قَالَ تَعَالَى انما

1 / 24