Líderes, Artistas y Escritores
زعماء وفنانون وأدباء
Géneros
وهذا المهندس ليس شاعرا، ولا ممثلا، ولا مخرجا مسرحيا، ولكنه طبيب، هوايته الشعر والمسرح، وقبل أن أذيع اسم المهندس الفني لمسرحيات شوقي، أبادر وأذكر أن تصميم المسرحيات وأساسها وفكرتها ومادتها الشعرية قام بها شوقي.
وكل ما صنعه المهندس هو أنه أعاد النظر في الحوار، وفي ترتيب الفصول، وتولى تنسيق الإطار الفني الذي ظهرت فيه المسرحيات.
وقد نجحت المسرحيات بقوة الشعر وقدرة الممثلين على الأداء، ولكنها لم تنجح فنيا، ولقد أجمع النقاد على أن شعر شوقي القمة، وأن البناء المسرحي يحتاج إلى تعديل قد يتطلب التصرف في هذا الشعر البديع.
فأين الشاعر الذي يستطيع أن يصل إلى قمة شوقي؟
وإذا وجدنا ذلك الشاعر، فكيف يمكن أن نتصرف في شعر شوقي بالحذف أو الإضافة، دون أن نرتكب جريمة في حق التاريخ؟
لست من هذا الرأي، ولكنني غير بعيد عنه، فأنا أرى أن تعديل مسرحيات شوقي لا يتنافى مع الأمانة التاريخية، إذا اقتصر التعديل على الحذف، ولم يتناول إضافة شعر آخر إلى شعر شوقي، ربما قيل إن التعديل الفني قد يحتم وضع شعر جديد يقتضيه الجو والملاءمة والسياق، فماذا نصنع؟
إذا اصطدمنا بهذه العقبة، فمن الممكن تذليلها بوضع كلمات غير منظومة، وبذلك تكون الكلمات حركة إخراجية مكتوبة أشبه بحركات الإخراج على المسرح.
كان شوقي ينقد مسرحياته، ويعيد النظر فيها، وكلما شهد مسرحية أجرى عليها تعديلا، وقد عرفته في أخريات حياته، وحضرت معه مسرحية «مصرع كليوباترا»، وكنت أحفظ أشعاره، وفي إحدى الجلسات أبديت له ملاحظة على الحوار الذي دار بين أنوبيس وكليوباترا؛ جو الموقف يقتضي أن يهون أنوبيس من خطر الموت، حتى يغري كليوباترا أن تنتحر دون أن تخاف، كانت تسأله ماذا سيفعل الموت بها، وما هو الموت؟
تقول له: وما الموت؟
أنوبيس: ماذا أقول!
Página desconocida