Zubdat Bayan
زبدة البيان
Investigador
تحقيق وتعليق : محمد الباقر البهبودي
ثم إنه ينبغي القراءة في المصحف كما دل عليه الخبر، وإن كان حافظا.
وعنه عليه الصلاة والسلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله: ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا، والمصحف في البيت يطرد الشيطان: وقال إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه الصلاة والسلام: جعلت فداك أني أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأ على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال اقرأه وانظر في المصحف، فهو أفضل، أما علمت أن النظر في المصحف عبادة، وكل ذلك عن عدة الداعي.
وقال في آداب المتعلمين للمحقق خواجة نصير الدين الطوسي قدس سره إن قراءة القرآن نظرا أفضل لقول النبي صلى الله عليه وآله أفضل أعمال أمتي قراءة القرآن نظرا، وأيضا إنه قد يحصل الغلط بالاشتباه بين الحروف مثل الضاد والظاء، وغير ذلك، وينبغي أن يقرأها مستقبلا لعموم استحباب الاستقبال ومتطهرا وقاعدا إذا لم يكن في الصلاة وقائما فيها للتأدب، ولما قال في عدة الداعي وقال عليه الصلاة والسلام كأنه الصادق عليه الصلاة والسلام لأنه تقدم لقارئ القرآن بكل حرف يقرء في الصلاة قائما مائة حسنة، وقاعدا خمسون حسنة ومتطهرا في غير الصلاة خمس وعشرون حسنة، وغير متطهر عشر حسنات، أما أني لا أقول " المرا " حرف بل له بالألف عشر، وباللام عشر، وبالميم عشر، وبالراء عشر، وأيضا عن الحسين ابن علي عليهما الصلاة والسلام قال: من قرأ آية من كتاب الله عز وجل في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة، فإن قرأها في غير صلاة كتب الله له بكل حرف عشرا.
وتدل على أن القراءة قائما في الصلاة ضعفها فيها جالسا الرواية المتقدمة المذكورة في عدة الداعي فتدل على أن كون الصلاة قائما أفضل حتى الوتيرة، وقد بينته في محله وأدلة قراءة القرآن كثيرة (1) وشرائطها مذكورة في محلها، والغرض هنا الإشارة إليها مجملا. وينبغي أن يكون بالترتيل كما قال الله تعالى بعد قوله
Página 98