الرد على كلام ابن القيم
قال مقبل (ص293): ورحم الله ابن القيم إذ يقول في إغاثة اللهفان (ج1 ص214): ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم، رأى أحدهما مضادا للآخر مناقضا له بحيث لا يجتمعان أبدا. فنهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون عندها، ونهى عن اتخاذها مساجد وهؤلاء يبنون عليها المساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله تعالى، ونهى أن تتخذ عيدا وهؤلاء يتخذونها أعيادا ومناسك، ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر، وأمر بتسويتها كما في صحيح مسلم، ثم ذكر الحديث المتقدم.
وفي صحيحه أيضا عن ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم، فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بتسويتها . وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عن الأرض كالبيت ويعقدون عليها القباب. ونهى عن تجصيص القبور والبناء عليها كما رواه مسلم في صحيحه عن جابر قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تجصيص القبور وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه» ونهى عن الكتابة عليها كما روى أبو داود والترمذي في سننهما عن جابر (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهؤلاء يتخذون عليها الالواح ويكتبون عليها القرآن وغيره، ونهى أن يزاد عليها غير ترابها كما روى أبو داود من حديث جابر أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يجصص القبر أو يكتب عليه أو يزاد عليه، وهؤلاء يزيدون عليه سوى التراب الآجر والأحجار والجص... الخ.
Página 10