============================================================
الرفيع، الشهيد، الواحد، [الماجد]، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق(1).
فهذه ما ذكر من أسمائه وصفاته عز وجل. فمنها ما هو أشهر وأكثر على ألسنة الناس، ومنها ما تغرب(2) معانيها، ومنها ما يتضح(3)، ومنها ما قد اختلف الناس في معناه، ومنها ما قد اتفق الناس عليه. ونذكر من ذلك ما قد وقع إلينا عنا العلماء وأصحاب اللغة، وما روي فيها من الأخبار، وجاءت الحجة في غريبه من الشعر ، وما قالت الحكماء في معناه، وإن لم نقدو على إحصاء جميع أسمائه وصفاته جل وعز، ونعجز عن شرح كثير مما أحصيناه ورويناه. ونسأله عز وجل التوفيق لما يقرب من رضاه، ويباعد من سخطه. ونشرح بعد ذلك معاني أسماء كثيرة تذكر في الشريعة. وقد ذكرنا أكثرها في صدر كتابنا هذا، ونذكر بعد ذلك معانيها واشتقاقاتها، لأن أرفع درجات العلماء وأجل مراتب الأدباء معرفة أسماء ال الأشياء، والعلم بحقائقها. فإن الله عز وجل لما أظهر فضيلة أبينا آدم عليه السلام ع لمه *الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال يا ادم أنبثهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) [البقرة: 31 - 33]. فأبرز فضيلته لعلمه بها، ثم أمرهم بالسجود له .
إنما صار الفضل في معرفة أسماء الأشياء، لأن كل شيء يعرف باسمه ويستدل عليه بصفته. والصفة تقوم مقام الاسم، وتكون خلفا منه . والله سبحانه وتعالى يعرف بأسمائه، وينعت بصفاته، ولا درك للمخلوقين إلى غير ذلك.
وصفاته أسماؤه، كقولك "الرحمن الرحيم" هما من صفاته، وهما أسماؤه.
(1) ورد في الأصول ثمانية وتسعون اسما، وقد أضفت لها (الماجد)، وورد في الجزء الأول المطبوع واحد وتسعون اسما. وانظر حول عدد الأسماء الإلهية : سنن الترمذي (3518)، فسير أسماء الله للزجاج ص 26، اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 21، تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار ص 490، الأسماء والصفات للبيهقي ص 3 .
(2) تغرب: تندر وتقع في الغريب والنادر . وفي المطبوع: تعزب.
(3) هكذا في المطبوع، وفي الأصول: يصح.
Página 146