وسألها: «إلى أين تذهبون؟» - «قلت لك إنني سأذهب معك أو من دونك. وسوف نذهب!»
كانوا سيذهبون إلى «دستين، فلوريدا»، وهي بلدة ساحلية على خليج المكسيك على مبعدة أربع ساعات بالسيارة، وتتمتع بشواطئ طويلة بيضاء ومياه صافية.
وقالت نديمة: «تعال معنا يا بابا!» وكانت قد خرجت لتوها من المنزل تجمع عدة الغطس.
كان ذهول زيتون أكبر من أن يسمح له بالكلام، كان ذهنه مشغولا بمهام لا تحصى، وكانت أنبوبة في أحد العقارات المؤجرة قد انفجرت لتوها، فكيف يستطيع الذهاب؟
وجلست نديمة في الكرسي الأمامي وربطت حزام الأمان.
وقالت كاثي وهي تتراجع بظهر السيارة: «باي باي! نراك يوم الأحد.»
وانطلقت السيارة، والفتيات يلوحن له أثناء الرحيل.
لم يذهب مع باقي الأسرة في ذلك اليوم، ولكنه لم يعد يتشكك بعد ذلك في عزيمة كاثي، كان يعرف أنها جادة، وأنها سوف تستشيره في المستقبل بشأن خطط التمتع بالعطلات، وإن كان قد عرف كذلك أن كاثي يمكن أن تقوم برحلات إلى فلوريدا، وإلى أماكن أبعد، بل سوف تقوم بها، معه أو من دونه. وهكذا قامت الأسرة برحلات أخرى إلى دستين، بل إنه اصطحب الأسرة في عدد منها.
ولكنه لم يكن يتخذ القرار في جميع الأحوال إلا في آخر لحظة، وذات يوم تأخرت كاثي في الشروع في الرحيل، وتأخر زيتون إلى الحد الذي لم يسمح له بحزم أمتعته. وكانت كاثي قد أدارت السيارة وبدأت تتراجع بها استعدادا للانطلاق عندما وصل وأوقف سيارته بجوارها.
وقالت كاثي: «اركب الآن أو لن تأتي معنا!» حتى دون أن توقف المحرك.
Página desconocida