El Zahír en Palabras Extrañas de Al-Shafi'i
الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي
Editor
مسعد عبد الحميد السعدني
Editorial
دار الطلائع
باب قسم الصدقات
قال أبو منصور: ذكر الشافعي ﵀ قول أبي بكر ﵁: "لو منعوني عناقا مما ادوا إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم عليها" وفي حديث اخر: "لو منعوني عقالا"١ فاما العناق: من اولاد المعزى فهي الأنثى التي لم تستكمل سنه ولم تجدع وجمعها عنوق ومن رواة عقالا فله معنيان أحدهما أن العقال في كلامهم صدقه عام يقال اخذ منا عقال هذا العام أي اخذ منا صدقة عامنا على مواشينا وقال عمرو بن العداء في ذلك:
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين؟ "٢"
والمعنى الثاني في العقال أن المصدق كان إذا اخذ فريضة من الإبل أخذ من صاحب الإبل عقالها ليعقلها به وقت نزوله لأنها إن لم تعقل نزعت إلى الافها فرجعت اليها فذكر العقال تقليلا لما يقاتل عليه توكيدا.
وذكر الشافعي آية الصدقات وفسر الاصناف الثمانيه تفسيرا مقنعا غير اني رأيت أن اذكر ما قال فيها أهل اللغة لتزداد بما فسروه بصيره، سمعت أبو الفضل المنذري يقول سمعت ابا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا وسئل عن تفسير الفقير والمسكين فقال قال أبو عمرو بن العلاء رواه عنه الاصمعي الفقير الذي له ما يأكل والمسكين الذي ليس له شيء وانشد للراعي:
اما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبد"٣"
١ متفق عليه: أخرجه البخارى برقم "١٣٩٩"، ومسلم برقم "٣٢/٢٠" من حديث أبى هريرة
٢ وبعده كما في اللسان "عقل"
لأصبح الحى أوبادا ولم يجدوا ... عند التفرق في الهيجا جمالين
٣ البيت في "طبقات فحول الشعراء "٢/٥١١"، والمفضليات "٢٣٥"، وأدب الكاتب "ص ٣٤"، والمخصص "١٢/٢٨٥"، والتنبيهات "٣١٦"، وشرح أدب الكاتب للجواليفى "١٤٤"، والإصلاح "٣٦٠"، وتهذيبه"٢/١٨٢"، واللسان "فقر، وفق"، و"سكن" وغيرها كثير، واستشهدوا بت على أن الفقير الذى يكون له بعض مايقيمه، والمسكين: الذى لاشئ له.
والحلوية: الناقة التى تحلب، ووفق العيال: أى لها لبن قدر كفايتهم. وقوتهم لافضل فيه، ولم يترك له سبد: أى لم يترك له شئ، لايستعمل إلا في الجلد، وأصل السبد: الوبر، والبيت من كلمة له يمدح فيها عبد الملك بن مروان، ويشكو إليه السعاة وتجاوزهم ما يجب أخذه من الصدقات.
1 / 193