كاسياس :
سيكون صوتك كأرفع صوت في توزيع المناصب الجديدة.
بروتاس :
كل ما نطلبه إليك الآن أن تصبر حتى نهدئ روع الجماهير، فلقد أطاش الذعر ألبابهم، وأطار الهلع أفئدتهم، وبعد ذلك نعلمك السبب الذي حدا بي إلى قتل قيصر، مع أني كنت حين أضربه أحبه.
أنطانيوس :
أنا لا أشك في حصافتك وإربتك.
9
ليمدد إلي كل رجل منكم كفه المخضوبة المدماة
10
سأبدأ بك أولا يا ماركاس بروتاس، إني أصافحك، ثم أثني بمصافحتك يا كاسياس، وبعد فلتمدد إلي يدك يا ديسياس بروتاس، وأنت أعطني يدك يا ميتالاس، وأنت يا سينا ناولني يدك، ثم يدك يا أخي كاسكا أيها الشجاع الباسل، وآخرهم عدا، وإن لم تكن آخرهم منزلة مني، ونصيبا من مودتي. أنت يا تريبونياس البر الكريم أعطني كفك. يا زمرة السادة، واحر قلباه! ماذا أقول؟ وبماذا أنطق؟ لقد أصبحت اليوم متهم المروءة، مستراب الكرامة، متعثر الجاه، قد نصب هذا النحس سمعتي وذكري بشر مزلقة ومزلة، فأنا في رأيكم ونظركم لا أعدو أن أكون أحد رجلين؛ إما جبانا أو متملقا. أي قيصر! لقد كنت حقا أصفيك الوداد، وأخلص لك المحبة، فإذا كانت روحك تطل علي الآن وترفرف، ألا يكون أوجع لك من موتك، وأمض وأنكى أن تظل تبصر أنطانيوسك يسالم أعداءك الأماجد الأراوع، ويصافح بيده بنانهم المخضبة بدمائك إزاء جثتك الهامدة؟ أما لو كان لي من الأعين عدد ما بك من جراح، وكنت أسفح بها الدموع بأسرع مما تسفح جراحك الدم، لكان ذلك أليق بي وأخلق من أن أصير في النهاية إلى مصافحة أعدائك، ألا عفوا يا يوليوس وغفرانا! أيها الأعصم
Página desconocida