أنطانيوس :
أيها الفضلاء من أبناء روما
20 ...
الأهالي :
سكوتا، ودعونا نسمع مقاله.
أنطانيوس :
أيها الإخوان، أبناء روما، أعيروني مسامعكم! إنما أتيت لدفن قيصر لا لتحميده وتمجيده؛ لأنه ما يأت امرؤ من شر يبق بعده، وما يأت من خير يدفن معه في قبره، فلتكن هذه سبيلنا مع قيصر وخطتنا نحوه. لقد أنبأكم بروتاس السري، أن قيصر كان طماعا.
فلئن صح ذلك؛ لقد كان إثما جللا، وقد لقي عليه قيصر جزاء جللا. إني ها هنا بإذن بروتاس وشيعته، وحبذا بروتاس من شريف ماجد، وأنعم وأكرم بهم جميعا، قد جئت لأخطب في جنازة قيصر، لقد كان لي صديقا وبي بارا وإلي منصفا، ولكن بروتاس يقول: إنه كان طماعا، وبروتاس المرء لا بأس في حسبه ولا غبار على مروءته، إن قيصر قد ساق إلى روما الجم العديد من الأسرى، وقد اجتمع من ديات هؤلاء ما ملأ بيت المال، أفكان ذلك خليقا أن يعد طمعا من قيصر؟ لقد كان قيصر يبكي لبكاء المساكين، وما ذاك من شيمة الطماع، إنما أحسب الطمع قد خلق من طينة أيبس من ذلك، وصيغ من جوهر أخشن وأغلظ، ولكن بروتاس يزعم مع ذلك أن قيصر كان طماعا! وقد رأيتم جميعا إبان عيد لوبركال كيف عرضت على قيصر تاجا ملكيا ثلاثا فرفضه ثلاثا، أكان ذلك على الطمع دليلا؟ ولكن بروتاس على الرغم من ذلك يزعم أن قيصر كان طماعا.
وبروتاس المرء لا مغمز في عرضه ولا مطعن، أنا لا أبغى بمقالي تفنيدا لمقالة بروتاس، إنما أقول ما أعلم. لقد كنتم تحبون قيصر حينا من الدهر، وكان قيصر بهذا الحب منكم جديرا، فما بالكم اليوم لا تأسون عليه ولا ترثونه بما هو أهله؟! أيها التمييز! لقد تحولت عن بني البشر إلى الوحوش والبهائم، فأصبح الناس بلا ألباب ولا عقول! أيها القوم أمهلوني، وصابروني، وأسيغوا غصتي،
21
Página desconocida