فقلت بأسى: لو صح ذلك لتزوجنا منذ سنوات. - أراك متأثرا أكثر مما توقعت. - اختنقت الأنفاس. - اعتدنا أن نصمد حيال المعارضة. - حتى متى؟ - لا أهمية للوقت. - الوقت مهم أردنا أم لم نرد، ومسئوليتي ثقيلة.
فقالت بحزم: لست معفاة من المسئولية، إني مثلك تماما. - لا مفر من التسليم بأني أهدر مستقبلك. - ومستقبلك أنت؟ - الأمر يختلف، وقد يتزوج الرجل في الخمسين.
شحب وجهها وهي تتمتم: لأول مرة أجدك منهزما يا علوان.
فقلت بعد تردد: ربما لأنني أنتصر على أنانيتي لأول مرة!
فهتفت بفزع: رباه .. أتفكر حقا في ...
وأشفقت من إتمام جملتها، فقلت وأنا أمرق من جرحي: إني أحررك من قيدي.
قالت بانفعال شديد: علوان .. لا أطيق سماع ذلك. - أعيدي التفكير في موقفك بعيدا عن ظلي الثقيل. - إني حرة ولا سلطان لأحد علي. - الأمر يتطلب إعادة نظر.
فتفكرت في وجوم ثم قالت: إنه منطق سليم، ولكني أشك في سلامته في ظل حب حقيقي.
فقلت بسرعة وحرارة: حذار من الشك في، لا تزيدي الموقف سوءا؛ فالحب أيضا هو التضحية. - لا حاجة لك إلى التضحية . - إني أقرر ما أراه صوابا.
فقالت بمرارة: قل إنك أصبحت تجدني عقبة في سبيلك. - سامحك الله يا رندة، لن أدافع عن نفسي. - إنني أرفض تضحيتك.
Página desconocida