هَذِه الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى ﴿ذَلِك جَزَاء أَعدَاء الله النَّار لَهُم فِيهَا دَار الْخلد﴾ أى دَار الْإِقَامَة الَّتِى لَا انْقِطَاع لَهَا وَلَا انْتِقَال عَنْهَا وَقَالَ تَعَالَى ﴿أَفَمَن يلقى فِي النَّار خير أم من يَأْتِي آمنا يَوْم الْقِيَامَة﴾ الِاسْتِفْهَام للتقرير وَالْغَرَض مِنْهُ التَّنْبِيه على أَن الْمُلْحِدِينَ فى الْآيَات يلقون فى النَّار وَقَالَ تَعَالَى ﴿إِن الْمُجْرمين فِي عَذَاب جَهَنَّم خَالدُونَ﴾ أى أهل الإجرام الكفرية وَقَالَ تَعَالَى أعد لَهُم جَهَنَّم وَسَاءَتْ مصيرا وَقد تقدم نَحْو هَذِه الْآيَة
وَقَالَ تَعَالَى إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سعيرا أى النَّار الشَّديد الْحر
وَقَالَ تَعَالَى ﴿يَوْم يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم دَعَا﴾ الدع الدّفع منف وجفوة قَالَ مقَاتل تغل أَيْديهم إِلَى أَعْنَاقهم وَتجمع نواصيهم إِلَى أَقْدَامهم ثمَّ يدْفَعُونَ إِلَى جَهَنَّم دفعا على وُجُوههم وَقَالَ تَعَالَى ﴿مأواكم النَّار هِيَ مولاكم وَبئسَ الْمصير﴾ أى أَن أولى بكم وَقيل هى ناصركم على طَريقَة قَول الشَّاعِر
تَحِيَّة بَينهم ضرب وَجمع ...
وَقَالَ تَعَالَى ﴿حسبهم جَهَنَّم يصلونها فبئس الْمصير﴾ تقدم نَحْو هَذِه الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَلَهُم فِي الْآخِرَة عَذَاب النَّار﴾ أى وَإِن نَجوا من عَذَاب الدُّنْيَا وَقَالَ تَعَالَى ﴿فَكَانَ عاقبتهما أَنَّهُمَا فِي النَّار خَالِدين فِيهَا﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿وأعتدنا لَهُم عَذَاب السعير وللذين كفرُوا برَبهمْ عَذَاب جَهَنَّم وَبئسَ الْمصير﴾
وَقَالَ تَعَالَى ﴿أغرقوا فأدخلوا نَارا﴾ وهى نَار الْآخِرَة وَهَذَا من التَّعْبِير عَن الْمُسْتَقْبل بالماضى لتحقيق وُقُوعه وَمثله قَوْله ﴿النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا﴾ وَقَالَ تَعَالَى وَأما الْفَاسِقُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّم حطبا فِيهِ دَلِيل على أَن الجنى الْكَافِر يعذب فى النَّار
وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَمن يعْص الله وَرَسُوله فَإِن لَهُ نَار جَهَنَّم خَالِدين فِيهَا أبدا﴾
وَقَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سلاسل وأغلالا وسعيرا﴾
1 / 64