وَقَالَ تَعَالَى وَاتَّقوا النَّار الَّتِى أعدت للْكَافِرِينَ قَالَ بَعضهم إِن هَذِه الْآيَة أخوف آيَة فى الْقُرْآن حَيْثُ أوعد الله الْمُؤمنِينَ بالنَّار الْمعدة للْكَافِرِينَ إِن لم يتقوه ويجتنبوا مَحَارمه وَقَالَ تَعَالَى مأواهم النَّار وَبئسَ مثوى الظَّالِمين أى مسكنهم الَّذين يستقرون فِيهِ وَكلمَة ﴿بئس﴾ تسْتَعْمل فى جَمِيع المذام وفى جعلهَا مثواهم بعد جعلهَا مأواهم رمز إِلَى خلودهم فان المثوى مَكَان الْإِقَامَة المنبثة عَن الْمكْث والمأوى الْمَكَان الذى يأوى إِلَيْهِ الْإِنْسَان وَقدم المأوى على المثوى لِأَنَّهُ على التَّرْتِيب الوجودى يأوى ثمَّ يثوى
وَقَالَ تَعَالَى ﴿ومأواه جَهَنَّم وَبئسَ الْمصير﴾ أى الْمرجع يعْنى الغال والمتخلف عَن رَسُول الله ﷺ وَقَالَ تَعَالَى ﴿ذوقوا عَذَاب الْحَرِيق﴾ والحريق اسْم للنار الملتهبة وَإِطْلَاق الذَّوْق على إحساس الْعَذَاب فِيهِ مُبَالغَة بليغة وَقَالَ تَعَالَى ﴿فَمن زحزح عَن النَّار وَأدْخل الْجنَّة فقد فَازَ﴾ الزحزحة التنحية والابعاد وَقَالَ تَعَالَى ﴿سُبْحَانَكَ فقنا عَذَاب النَّار رَبنَا إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته وَمَا للظالمين من أنصار﴾ قَالَ الْمفضل أخزيته أهلكته وَقيل فضحته وأبعدته قَالَ سعيد بن الْمسيب هَذِه الْآيَة خَاصَّة بِمن لَا يخرج مِنْهَا
وَقَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا﴾ المُرَاد بأكلها مَا يكون سَببا للنار تَعْبِير بالمسبب عَن السَّبَب قيل بطونهم أوعية النَّار وَهَذَا على الْحَقِيقَة كَمَا تقدم
وَقيل بالمجاز وَالْأول أولى وَقَالَ تَعَالَى سيصلون سعيرا أى بأكلهم أَمْوَال الْيَتَامَى وَالصَّلَا هُوَ التسخن بِقرب النَّار أَو بمباشرتها والسعير الْجَمْر المشتعل وَقيل النَّار الموقدة وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَمن يعْص الله وَرَسُوله ويتعد حُدُوده يدْخلهُ نَارا خَالِدا فِيهَا وَله عَذَاب مهين﴾ أى وَله بعد إِدْخَاله النَّار
1 / 52