وَقَالَ تَعَالَى وَمَا هم بِخَارِجِينَ من النَّار فِيهِ دَلِيل على خُلُود الْكفَّار فى النَّار وَظَاهر هَذَا التَّرْكِيب يُفِيد الِاخْتِصَاص وَجعله الزمخشرى للتقوية لغَرَض لَهُ يرجع إِلَى المدهب والبحث فى هَذَا يطول وَعَن ثَابت بن معبد قَالَ مَا زَالَ أهل النَّار يأملون الْخُرُوج مِنْهَا حَتَّى نزلت هَذِه الْآيَة
وَقَالَ تَعَالَى أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُون فى بطونهم إِلَّا النَّار ذكر الْبُطُون دلَالَة وتأكيدا على أَن هَذَا الْأكل حَقِيقَة وَقَالَ تَعَالَى فَمَا أصبرهم على النَّار مَعْنَاهُ التَّعَجُّب وَالْمرَاد تعجب الْخلق من حَال هَؤُلَاءِ الَّذين باشروا الْأَسْبَاب الْمُوجبَة لعذاب النَّار فكأنهم بِهَذِهِ الْمُبَاشرَة للأسباب صَبَرُوا على الْعقُوبَة فى نَار جَهَنَّم
وَقَالَ تَعَالَى وقنا عَذَاب النَّار وَقَالَ تَعَالَى وَإِذا قيل لَهُ اتَّقِ الله أَخَذته الْعِزَّة بالإثم فحسبه جَهَنَّم ولبئس المهاد أَي كافيه معاقبة وَجَزَاء وَسميت مهادا لِأَنَّهَا مُسْتَقر الْكفَّار وَقيل أَنَّهَا بدل لَهُم من مهاد والمهاد الْفراش قَالَ مُجَاهِد بئْسَمَا مهدوا لأَنْفُسِهِمْ وَقَالَ ابْن عَبَّاس بئس الْمنزل وَهَذَا من بَاب التهكم والاستهزاء
وَقَالَ تَعَالَى أُولَئِكَ يدعونَ إِلَى النَّار أى إِلَى الْأَعْمَال الْمُوجبَة للنار فَكَانَ فى مصاهرة الْمُشْركين ومعاشرتهم ومصاحبتهم من الْخطر الْعَظِيم مَالا يجوز للْمُؤْمِنين أَن يتَعَرَّضُوا لَهُ ويدخلوا فِيهِ وَقَالَ تَعَالَى أُولَئِكَ هم وقود النَّار أى حطب جَهَنَّم الذى تسعر بِهِ وَقَالَ تَعَالَى قل للَّذين كفرُوا ستغلبون وتحشرون إِلَى جَهَنَّم وَبئسَ المهاد الْجُمْلَة مستأنفة تهويلا وتفظيعا أى بئس مَا مهد لَهُم فِيهَا وَقَالَ تَعَالَى وكنتم على شفا حُفْرَة من النَّار فأنقذكم مِنْهَا وشفا كل شىء حرفه أَي كُنْتُم على طرفها من مَاتَ مِنْكُم وَقع فِي النَّار فَبعث الله مُحَمَّدًا ﷺ واستنقذكم بِهِ من تِلْكَ الحفرة
1 / 51