وتجمعوا بعد ذلك دفعات متباعدين «4» في الاختيار مرة، ومتقاربين أخرى، إلى أن اتفقت كلمتهم على موافقته، وترك مفارقته، والإذعان لرئاسته، ومرافقته على ما يلقاهم الزمان به [34 ب] من سلم وحرب، وذلول وصعب، وسهل وحزن «5»، وسرور وحزن، [وخوف وأمن] «6». وكاتبوا إلى بخارى سائلين رد الزعامة عليه رعاية لحق خدمتهم، وتحكيما للكرم في تحقيق مسألتهم، واستبقاء لوجوههم بماء طاعتهم، فأبى ابن عزير أن يقع لهم نجاح، أو يستمر بين أولياء الدولة صلاح، وكتب إليهم يمنيهم الزور، ويريهم الغرور، سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا «7». وسامهم «8» معاودة الحضرة تطميعا لهم، وتنفيقا للنفاق عليهم، فلما عرفوا صورة الجواب، ازدادوا بصيرة في طاعة أبي العباس تاش، ونفاذا في خدمته، وتصرفا بتصاريفه، وبخوعا «1» له في وجوه تكاليفه.
ذكر انقلاب فخر الدولة إلى ولايته وما جرى بعد ذلك بينه وبين
حسام الدولة أبي العباس تاش من المكاتبة والتعاون إلى آخر عمره «2»
Página 70