Los judíos en la historia de las primeras civilizaciones
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
Géneros
ولم تختلف بيوت بني إسرائيل قط عما يشاهد اليوم في سورية، فكانت بيوت الموسرين من الحجارة وبيوت المعسرين من الآجر.
وكانت تلك البيوت بسيطة في داخلها، وكان رياشها يتألف من سرر وموائد ومقاعد وقوارير عطور عادية مادة وشكلا كما يظهر.
والنظافة هي الترف الأول الذي حاول المشترعون نشره بين بني إسرائيل، فلاقوا كبير أذى في الوصول إلى ذلك، والنظافة كانت أمرا ضروريا لذلك الشعب الوخيم أكثر مما لأي شعب آخر؛ وذلك لكيلا تقرضه القروح والجرب والقوباء والجذام، وآية تراث بني إسرائيل المستقلة عن مواعيد يهوه المشكوك فيها، هي الدم الفاسد الذي من شأنه أن يستر بنو إسرائيل بالأمراض الجلدية على الدوام.
ولاحظ مشترعو بني إسرائيل أن لحم الخنزير واللحوم الدامية والحيوانات الهلامية - اللافقرية - والمحار مما يؤدي إلى زيادة الأمراض الجلدية، فحرموا عليهم هذه الأغذية لهذا السبب لا ريب، وكان أكل الخنزير مما يمقته يهوه، وكان لا يجوز استعمال لحم المواشي إلا بعد استنزاف كل دم منه.
وكان لا بد من الأوامر الشرعية الصارمة لمنع بني إسرائيل من أكل لحم الكلب والميتة وجميع أنواع الأوساخ.
وكان التطهير والغسل مما أمروا به، وغدا الختان تدبيرا صحيا، ووجب على النساء أن يقمن بالعناية الشديدة في كل حال تقضي الطبيعة عليهن به من الدنس المحتوم.
ويحمل كل واحد من هذه التدابير مؤيدا دينيا، فتعد مخالفته أمرا مرهوبا. وفي سفر اللاويين فصول تامة خاصة بوصف الأمراض الجلدية وبوقايات العزل الضرورية؛ منعا لسريانها بالعدوى، فإذا أصيب المرء ببثرة وجب عليه أن يمثل أمام الكهنة ليقرروا خطر الإصابة أو عدمه، وكان لا معدل عن حرق ثياب المرضى والأدوات التي يمسونها.
ولولا مثل هذه الوقايات ما وفق بنو إسرائيل للبقاء.
واليهود، على خلاف معظم الشرقيين، كانوا يخشون الموت؛ لما لا يبصرون وراءه سوى راحة كئيبة في مكان مظلم، فكانوا يحتفلون بعيد الحياة احتفال تمجيد، فيبكون من يفقدونهم مبدين من الألم المفرط ما وجب منعه.
وكانوا يولولون وينتحبون ويضربون صدورهم ويشقون ثيابهم ويغمرون أنفسهم بالرماد إظهارا لحدادهم، ولا مبالغة في الألم يوم المأتم كما يظهر، وكان الميت ينقل إلى قبر الأسرة المنحوت في الصخر، فيستقبله آباؤه كما جاء في التوراة.
Página desconocida