99

============================================================

الا فراقبوا الله وتورعوا في إكتساب القوت . فإن قوام الدين بالورع ، وقد: بلغني أن العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال . وروي أن طالب القوت من حله كالغازي في سبيل الله تعالى.

العبادة مع خبث القوت لا تفيد: وبعد : فإن كثير العبادة مع خبث القوت لا يؤمن آن يعود هباء. وبلغتا عن بعض الصحابة أنه قال : إذا طاب المكسب زكي العمل، وسترد فتعلم: وحكي عن بعض أهل العلم أن الشيطان يقول : خصلة أريدها من ابن آدم ثم اخلي بينه وبين ما يريد من العبادة . أجعل كسبه من غير حل، إن تزوج تزوج من حرام، وإن أفطر أفطر على حرام، وإن حج حج من حرام.

اخواني : فإحذروا في طلب القوت، وراقبوا الله في الحرام، الا: فتحروا من الشبهات أحلها وأسترها . وأقلها دنسأ، وأخلقها بالسلامة فإنه بلغنا أن رسول الله قال " الحلال بين والحرام بين وبينهما شبهات، لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام "(1).

وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : " من إجترأ على الشبهات يوشك أن يقع في الحرام " (2) .

اخواني : فتنقلوا في إكتساب القوت من حالة إلى حالة، ومن حرفة إلى (1) هذه إشارة إلى حديث أخرجه الديلمي في القردوس، بلفظ: والعبادة عشرة اجزاء، تسعة منها في الصمت، والعاشرة كسب اليد الحلال". وقال المراقي في تخريج الإحياء : وهو منكر: أنظر (إحياء علوم الدين 91/2).

(2) إشارة إلى حديث اخرجه الطبراي في الأوسط والديلمي في الفردوس، بلفظ : " من سعى على عياله من حله فهو كالمجاهد في سبيل الله، ومن طلب الدنيا في عفاف كان في درجة الشهداء) انادما ضيف

Página 99