[من قتل بعدهما]
ثم إن عبيد الله بن زياد لما قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة دعا بعبد الأعلى الكلبي الذي كان أخذه كثير بن شهاب في بني فتيان، فاتى به، فقال له: أخبرني بأمرك.
فقال: أصلحك الله! خرجت لأنظر ما يصنع الناس! فأخذني كثير بن شهاب.
فقال له: فعليك وعليك- من الأيمان المغلظة- إن كان أخرجك إلا ما زعمت! فأبى أن يحلف.
فقال عبيد الله: انطلقوا بهذا إلى جبانة السبيع فاضربوا عنقه بها! فانطلقوا به فضربت عنقه!
واخرج عمارة بن صلخب الأزدي- وكان ممن يريد أن يأتي مسلم بن عقيل بالنصرة لينصره- فاتي به عبيد الله فقال له: ممن أنت؟ قال: من الأزد، قال: فانطلقوا به إلى قومه، فضربت عنقه فيهم (1)
[حبس المختار]
فلما ارتفع النهار فتح باب عبيد الله بن زياد وأذن للناس، فدخل المختار فيمن دخل، فدعاه عبيد الله فقال له: أنت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل؟
فقال له: لم أفعل، ولكني أقبلت ونزلت تحت راية عمرو بن حريث وبت معه وأصبحت، فقال عمرو [بن حريث]: صدق أصلحك الله.
فرفع القضيب [ابن زياد] فاعترض به وجه المختار فخبط عينه فشترها (2)،
Página 143