بن الأشعث بما وعده بأن يهب له هانئا، حذرا من عداوة قومه، لأنه هو الذي ذهب به إليه]، فأمر بهانئ بن عروة فقال: أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه!
فاخرج بهانئ- وهو مكتوف- حتى انتهي به إلى مكان من السوق يباع فيه الغنم فجعل يقول: وا مذحجاه! ولا مذحج لي اليوم! وا مذحجاه! وأين مني مذحج!
فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاحش (1) به رجل عن نفسه!
ووثبوا إليه فشدوه وثاقا ثم قيل له: امدد عنقك!
فقال: ما أنا بها مجد سخي، وما أنا بمعينكم على نفسي!
[فتقدم] مولى تركي لعبيد الله بن زياد يقال له: رشيد (2) فضربه بالسيف فلم يصنع سيفه شيئا.
وقال هانئ: إلى الله المعاد! اللهم إلى رحمتك ورضوانك!
ثم ضربه اخرى فقتله (3) [رحمة الله عليه ورضوانه وذهبوا برأسه إلى ابن زياد] (4).
Página 142