المختار: ما وقوفك هاهنا! لا أنت مع الناس ولا أنت في رحلك؟ قال:
أصبح رأيي مرتجا لعظم خطيئتكم؛ فقال له: أظنك والله قاتلا نفسك، ثم [أقبل إلى] عمرو بن حريث فأخبره [خبره] (1)
[موقف المختار]
قال عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي (2) كنت جالسا عند عمرو بن حريث حين بلغه هانئ بن أبي حية عن المختار هذه المقالة، فقال لي [ابن حريث]: قم إلى عمك فأخبره أن صاحبه [يعني مسلم بن عقيل (عليه السلام)] لا يدرى أين هو؟ فلا يجعلن على نفسه سبيلا. فقمت لآتيه.
ووثب إليه زائدة بن قدامة بن مسعود (3) فقال له: يأتيك على أنه آمن؟
فقال له عمرو بن حريث: أما مني فهو آمن، وإن رقى إلى الأمير عبيد الله بن زياد شيء من أمره أقمت له بمحضره الشهادة وشفعت له أحسن الشفاعة.
فقال له زائدة بن قدامه: لا يكونن مع هذا- إن شاء الله- إلا خيرا.
قال عبد الرحمن: فخرجت- وخرج معي زائدة- إلى المختار فأخبرناه وناشدناه- بالله- أن لا يجعل على نفسه سبيلا.
Página 132