[موقف ابن زياد]
ولما طال على ابن زياد وأخذ لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمعه قبل ذلك، قال لأصحابه: أشرفوا فانظروا هل ترون منهم أحدا؟
فأشرفوا فلم يروا أحدا؛ قال: فانظروا لعلهم تحت الظلال (1) قد كمنوا لكم؛ ففزعوا بحابح المسجد (2) وجعلوا يخفضون شعل النار في أيديهم ثم ينظرون هل في الظلال أحد؟ وكانت أحيانا تضيء لهم واحيانا لا تضيء لهم كما يريدون، فدلوا القناديل وأنصاف الطنان (3) تشد بالحبال ثم تجعل فيها النيران ثم تدلى حتى تنتهي إلى الأرض، ففعلوا ذلك في أقصى الظلال وأدناها وأوسطها، حتى فعلوا ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا أعلموا ابن زياد، [ف] أمر [كاتبه] عمرو بن نافع (4) فنادى: ألا برئت الذمة من رجل من الشرطة والعرفاء أو المناكب أو المقاتلة صلى العتمة إلا في المسجد!
فلم يكن إلا ساعة حتى امتلأ المسجد من الناس.
فقال [له] الحصين بن تميم [التميمي]- وكان على شرطته (5)-: إن شئت
Página 129