فسكت؛ ثم عادت فقالت مثل ذلك، فسكت؛ ثم قالت له: في الله (1) سبحان الله يا عبد الله! فمر إلى أهلك عافاك الله؛ فانه لا يصالح لك الجلوس على بابي ولا أحله لك.
فقام فقال: يا أمة الله، مالي في المصر منزل ولا عشيرة فهل لك إلى أجر ومعروف، ولعلي مكافؤك به بعد اليوم؟!
فقالت: يا عبد الله وما ذاك؟
قال: أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم وغروني!
قالت: أنت مسلم.
قال: نعم.
قالت: ادخل، فأدخلته بيتا في دارها- غير البيت الذي تكون فيه- وفرشت له، وعرضت عليه العشاء فلم يتعش.
ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها، فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه، فقال: والله إنه ليريبني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة وخروجك منه! إن لك لشأنا؟ قالت: يا بني أله عنه هذا، قال لها: والله لتخبرني! قالت: أقبل على شأنك ولا تسألني عن شيء، فألح عليها، فقالت: يا بني لا تحدثن أحدا من الناس بما اخبرك به. وأخذت عليه الأيمان، فحلف لها، فأخبرته، فاضطجع وسكت (2).
Página 128