[هانئ يدعى إلى ابن زياد]
فأتوه حتى وقفوا عليه عشية، وهو جالس على بابه، فقالوا: ما يمنعك من لقاء الأمير، فانه قد ذكرك وقال: لو أعلم أنه شاك لعدته؟، فقال لهم:
الشكوى تمنعني، فقالوا له: يبلغه أنك تجلس كل عشية على باب دارك، وقد استبطأك، والإبطاء والجفاء لا يحتمله السلطان، أقسمنا عليك لما ركبت معنا!.
فدعا بثيابه فلبسها، ثم دعا ببغله فركبها، حتى إذا دنا من القصر؛ كأن نفسه أحست ببعض الذي كان، فقال لحسان بن خارجة: يا ابن أخي إني- والله- لهذا الرجل لخائف! فما ترى؟ قال: أي عم- والله- ما أتخوف عليك شيئا، ولم تجعل على نفسك سبيلا وأنت برىء؟.
فدخل القوم على ابن زياد ودخل معهم، فلما طلع [على ابن زياد] قال عبيد الله [ابن زياد]: أتتك بحائن رجلاه (1)، فلما دنا من ابن زياد- و[كان] عنده شريح القاضي (2)- التفت نحوه فقال:
Página 117