وقد كانت بالبصرة أمس ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس.
وقد بايعت العامة (2) عليا.
ولو ملكنا الله أمورنا (3) لم نختر لها غيره، ومن خالف هذا استعتب (4).
فادخل يا معاوية فيما دخل فيه الناس.
فإن قلت: استعملني عثمان ثم لم يعزلني، فإن هذا أمر لو جاز لم يقم لله دين، وكان لكل امرئ ما في يديه.
ولكن الله لم يجعل للآخر من الولاة حق الأول، وجعل تلك أمورا موطأة، وحقوقا ينسخ بعضها بعضا.
[ ثم قعد ]، فقال معاوية: انظر وننظر، واستطلع رأى أهل الشام.
فلما فرغ جرير من خطبته أمر معاوية (5) مناديا فنادى: الصلاة جامعة.
فلما اجتمع الناس صعد المنبر ثم قال: الحمد لله الذى جعل الدعائم للإسلام أركانا، والشرائع للإيمان برهانا، يتوقد قبسه (6) في الأرض المقدسة التى جعلها الله محل الأنبياء والصالحين من عباده، فأحلها أهل الشام (7)، ورضيهم لها ورضيها لهم، لما سبق من
مكنون علمه من طاعتهم ومناصحتهم خلفاءه والقوام بأمره، والذابين عن دينه
__________
(1) ما بعد: " الفتن " إلى هنا ليس في ح.
(2) ح: " الأمة ".
(3) ح: " ولو ملكنا الله الأمور ".
(4) استعتب: استقال مما فرط منه.
(5) بدلها في ح: " فمضت أيام وأمر معاوية ".
(6) القبس: النار، أو الشعلة منها.
وفي الأصل: " قابسه " صوابه من ح.
(7) أي أحل الأرض المقدسة أهل الشام.
وفي ح: " فأحلهم أرض الشام ".
وما في الأصل أولى وأقوى.
(*) وحرماته.
Página 31