228

Único en Conducta

Géneros

============================================================

0 الوحيد في سلوك أهل التوحيد أخبرني الشيخ أبو الطاهر إسماعيل بن عبد المحسن المرائغي أحد أصحاب الشيخ أبي يحيى أنه كان يزن لكل فقير بعد العشاء رطل حلاوة، وأهم كانوا يأكلون حشو القطائف المقلي ويتركون قشوره، وكانت أحوالهم على هذه الصورة رضي الله عنهم.

ومنهم الشيخ آبو الطاهر إسماعيل المذكور، صحبته سنينا كثيرة إلى آن توفي إلى رحمة الله تعالى، كان عامر البطن غير مكترث بالظاهر، يلبس توئا عليه ومثزرا على كتفه كيف كان، وزربول في رجله كهيئة الفلاحين، وكان يخبرنا بالعجائب والغرائب وله مخاطبات.

ولقد كنت يوما جالسا آنا وإياه عند قبر ميت لنا، فخطر في نفسي آنني وقعت في محظور، وقام الشيخ، فقدمت له تعله، فالتفت إلى وقال: سمعت قائلأ يقول: فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} [ص: 25] .

فانظر يا أخي إلى هذا الكشف والإخبار، وأخبرني مرة أنه دخل من موضع يفصدي الفاصد قال: وصلت إلى قلبك لأجده قلبا صغيرا نورانيا، فقيل ليء ما تريد؟

فقلت: أريد أعرف ما فيه فقيل ليء لا سبيل إلى ذلك، ولكن انظر ما على حنبيه قال: فنظرت فوحدت مكتوبا عليه: قل إن صلاتي ونسكي ومخياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمت وأنا أول المسلمين}، [الأنعام: 163،162] .

وأخبرني الشيخ أبو الطاهر أنه كان بينه وبين الشيخ أبي يحيى تاج الدين بن شعبان صحبة في الطريق إلى الله تعالى، وكان شيخهما الشيخ أبو يحيى، وكان إذا ورد على أحدهما شيء ورد على الآخر، قال: فاتفق ليلة أن الشيخ بعد قراءة الحزب راح إلى بيته، وكان ينهانا عن الاجتماع، فورد على علم المآرب التي في عصا السيد موسى

اللا لقوله تعالى: وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى} [طه: 18،17] .

فألقي على علم المآرب فضقت عنه، وحصل للشيخ تاج الدين ذلك وضاق عنه، وجعل كله منا يطلب صاحبه حتى يلقي ما عنده إليه، فاجتمعنا في زاويتي كما قال أو زاويته- قال: فلم نشعر إلا والشيخ أبو يحيى ثالثنا، فبقي كل واحد منا

Página 228