227

Único en Conducta

Géneros

============================================================

23 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وإذا نحن بجبانة قنا، فلما طلع الفحر إذا بالشيخ قد جاء وتقدم وصلى بنا، ولم يتكلم اولم نتكلم، ثم رجع إلى قنا فقلت للشيخ: سألتك يا سيدي بالله تعالى من هذا الرجل؟

قال لئ هذا الشيخ أبو الحسن الصباغ فقلت له؛ يا سيدي، من هو الشيخ فيكما؟

وأقسمت عليه فقال: الذي صلى إماما، قم بنا إلى زيارته قال: فقمنا ومشى الشيخ في السوق، وإذا شاب آمرد جميل الصورة، فوقف الشيخ مقابل دكانه ينظر إليه، فحصل في نفسي من وقوف الشيخ ونظره إلى ذلك الشاب شيء، فالتفت الشيخ إلي حوربما قال مسك أذيي- وقال لي: هذا الشاب يجيء منه سلطان ويتزوج بنت الخليفة، فكان ذلك الشاب هو الشيخ آبو يحى بن شافع، انخلع عن معاشه وقام من مكانه وصحب الشيخ أبا الحسن وتزوج بابنته، وكان منه ماكان.

ولقد حدثونا أن الشيخ أبا الحسن كان يأخذ الشيخ أبا يحيى في ليالي الشتاء ويخوض به الماء في بركة هناك تسمى الملاح من قوة الوارد وحرارته.

وأنه كان له طبقة في طريق الجبانة أراني إياها قال: كان يسمع منها كدوي الرعد من الوارد الذي يرد عليه.

ولما أدخله الشيخ أبو الحسن الخلوة أتاه بلوزة بعد عشرين أو أربعة وعشرين يوما فامتنع من أكلها وقال: والله ما أكلت ولا شريت إلا حتى أصل إلى ما وصل إليه الرجال، هم رجال ونحن رجال، فلعا رأى الشيخ أبو الحسن قوته وعزمه تركه ولجج به في بحار التحقيق وتولى الله تعالى أمره وكان منه ماكان.

وحدثونا أنه لما توفي الشيخ أبو الحسن اجحتمع جماعة كالشيخ ضياء الدين ابن القرطبي وغيره من أكابر، بالشيخ زين الدين ولد الشيخ أبي الحسن، وقالوا له: تحلس لنا مكان الشيخ، فبكى الشيخ زين الدين وقال: أكذب على الله تعالى؟ ثم جاء إلى الشيخ آبي يحيى وتابعه ودخل على يده الخلوة.

وحدثونا أن الشيخ أبا يحيى لما خرج الشيخ زين الدين من الخلوة قال له: قد أوصلتك إلى ما أوصلني إليه أبوك.

وكان للشيخ أبي يحيى أصحاب ملاح أكابر، فتح لهم على يده، وكان مظهر الغنى يمد السماط كالملوك كجاري عادة شيخه.

Página 227