93

Wabil Sayyib

الوابل الصيب - الكتاب العربي

Investigador

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

خَلِدِينَ (٧٣)﴾ [الزمر: ٧٣]. فعَقَّب دخولها (^١) على الطّيب بحرف الفاء الذي يُؤْذِن بأنه سبب للدخول، أي: بسبب طيبكم قيل لكم: ادخلوها. وأما النار، فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال، والمآكل والمشارب، ودار الخبيثين، قال الله تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٣٧)﴾ [الأنفال: ٣٧] (^٢)؛ فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض، فيَرْكُمَه كما يُرْكَمُ الشيءُ المتراكب بعضه على (^٣) بعض، ثم يَجْعَلُه في جهنم مع أهله، فليس فيها إلا خبيث. ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طَيِّبٌ لا يشوبه (^٤) خبث، وخبيثٌ لا طِيْبَ فيه، وآخرون فيهم خُبث وطِيبْ، كانت دُورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث (^٥) المحض، وهاتان الداران لا تفنيان (^٦)، ودار لمن معه خبث (^٧) وطيب، وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذا

(^١) (ت): "دخلوها"، والعبارةُ قلقة، وإن كان المعنى ظاهرًا. (^٢) الآية من (م). (^٣) (ح) و(م): (إلى). (^٤) (ح): "يشينه". (^٥) (ح) و(ق): "الخُبث". (^٦) انظر: "ابن القيّم حياته وآثاره" للعلامة بكر أبو زيد (١٠٩، ٢٣٩). (^٧) (ت): "خبيث".

1 / 42