196

Wabil Sayyib

الوابل الصيب - الكتاب العربي

Investigador

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

التي استنارت بالنور الذي أنزله على رسوله ﷺ (^١)، والملائكةُ الذين خلقوا من نور، كما في "صحيح مسلم" عن عائشة ﵂ عن النبي ﷺ قال: "خُلِقَت الملائكة مِنْ نُورٍ، وخُلِقَتِ الشَّياطينُ مِنْ نارٍ، وخُلِق آدمُ مِمَّا وُصِفَ لكم" (^٢) . فلما كانت مادة الملائكة من نورٍ كانوا هم الذين يَعْرُجُون إلى ربهم ﵎، وكذلك أرواح المؤمنين هي التي تعرج إلى ربها وَقْتَ قبضِ الملائكة لها، فيُفْتَح لها باب السماء الدنيا، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، إلى أن يُنْتَهَى بها إلى السماء السابعة، فتُوقَفُ بين يدي الله ﷿، ثم يأمر أن يكتب كتابه في أهل عِلِّيِّين (^٣) . فلما كانت هذه الروح روحًا زاكية طيبة نيِّرة مشرقة صعدت إلى الله ﷿ مع الملائكة. وأما الروح المظلمة الخبيثة الكدرة فإنها لا تفتح لها أبواب السماء، ولا تصعد إلى الله تعالى، بل تُرَدُّ من السماء الدنيا إلى عالَمها وعُنْصُرِها؛ لأنها أرضية سُفْلِيّة، والأولى عُلْوِيّة سماوية، فرجعت كل روح إلى عنصرها وما هي منه، وهذا مُبَيَّنٌ في حديث البراء بن عازب الطويل الذي رواه الإمام أحمد، وأبو عوانة الإسفراييني في "صحيحه"، والحاكم،

(^١) من قوله "أرواح المؤمنين" إلى هنا، ساقط من (ت) و(ق). (^٢) "صحيح مسلم" (٢٩٩٦). (^٣) (م): "في عليّين"، وفي (ق): "من أهل عليّين".

1 / 145