وعن علي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إنها ستكون فتنة. قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله. فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله. ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله. هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ﴾ ١٢. مَن قال به صدق، ومَن عمل به أُجِر، ومَن حكم به عدل، ومن دعى إليه هدى، إلى صراط مستقيم" رواه الترمذي وقال غريب.
وعن أبي الدرداء مرفوعا قال: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ ٣". رواه اليزار وابن أبي حاتم والطبراني.
وعن ابن مسعود ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعند رأس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا. وفوق ذلك داع يدعو، كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب المفتحة محارم الله،
_________
١ سورة الجن آية: ١-٢.
٢ الترمذي: فضائل القرآن (٢٩٠٦)، والدارمي: فضائل القرآن (٣٣٣١) .
٣ سورة مريم آية: ٦٤.
1 / 257