Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Géneros
9
وفيهم ملوك صغار يسمون بالأقيال، يسيطرون في مخاليفهم أو إقطاعاتهم، ويعودون بشئونهم العامة إلى تبع الملك الأكبر.
وكان من أثر هجرة القحطانيين إلى الشمال أن ضعفت شوكة اليمن، كما ذكرنا، فطمعت فيها الحبشان، فوالت عليها الغارات البحرية، يشد ساعدها قيصر الروم، فافتتحت بعض بلادها سنة 356، وجعلت عليها الولاة المسيحيين، فتداولوا الملك فيها، حتى قام ذو نواس في أواخر القرن الخامس للميلاد،
10
وكان يهوديا من أعقاب التبابعة، فتعصب لدينه واضطهد النصارى. وحدث أن قتل طفلان يهوديان في نجران واتهم النصارى بقتلهما، فسخط ذو نواس عليهم، وخيرهم بين اليهودية والقتل، فأبوا أن يتهودوا، فأعمل السيف فيهم، وقيل: إنهم هم أهل الأخدود الذين أخبر عنهم القرآن، أضرمت عليهم النار فكانوا لها وقودا.
ولا شيء يدل على أن ذا نواس استطاع أن يستأصل شأفة النصارى، ولكن نعلم أن جماعة منهم فزعوا إلى يوستين الأول - قيصر الروم - يستغيثونه، فكتب إلى النجاشي هيلستيوس أو الأصبح - وكان من غلاة النصارى - بأن ينوب عنه في غزو اليمن، والإثئار لقتلى نجران، فأغزاها قائده أرياط بسبعين ألفا من الحبشان، فانهزم أمامهم ذو نواس، وخاض البحر بفرسه، فلم يظهر له أثر. وصارت اليمن إمارة حبشية في نحو سنة 525م، تولاها أرياط ثم أبرهة الأشرم من بعده.
وفي نحو سنة 570م سار أبرهة بجيشه إلى مكة يريد هدم البيت الحرام، فدهاهم وباء الجدري، وسرى فيهم يفتك فتكا ذريعا، ولم يسلم منه أبرهة، فارتد عن الكعبة بمن نجا من جيشه، ومات في صنعاء. وتعرف غزوة أبرهة بعام الفيل؛ لأن الرواية العربية تقول إنه جاء مكة راكبا على الفيل.
وظل الحبش مستولين على اليمن حتى قام سيف ذو يزن سنة 575م يعمل لتحرير بلاده، واسترجاع ملك آبائه، فاستنجد كسرى، فأمده بجيش من أهل السجون، يقودهم وهرز الديلمي، وكان على اليمن مسروق بن أبرهة، فانكشفت الحبشان وقتل مسروق، وملك ذو يزن، أو خلفه ابنه معدي كرب، وهو آخر ملوك اليمن من القحطانيين. ثم ثار على معدي كرب عبيده الأحابش فقتلوه، فاستولت الفرس على اليمن سنة 597م، وجعلتها بعض ولاياتها، فلم يتحقق لها استقلال حتى ظهر الإسلام.
وفي أساطير العرب القحطانية وأخبارهم شعر موضوع لا يصح الركون إليه؛ لأنه جاءنا باللغة العدنانية، ولم تكن يومئذ لغة أهل اليمن، بل كانت الحميرية لغتهم، وبينها وبين لسان عدنان اختلاف عظيم. (2-3) اليمانية المهاجرة
تفرقت القبائل القحطانية في وسط الجزيرة وشمالها بعدما نبت بها اليمن. فمنها من سكن البادية وعاش فيها عيشة الأعراب الجفاة؛ ومنها من نزل القرى وأطراف الشام والعراق. وكان الذين هاجروا من حمير قبائل قضاعة، فاستوطنت تنوخ العراق، وكلب بادية الشام، وعذرة وادي القرى في الحجاز. وكان الذين هاجروا من كهلان قبائل الأزد فنزلوا عمان. ومنهم الغساسنة في الشام، وخزاعة بمكة، والأوس والخزرج بيثرب. ومن كهلان بنو لخم ملوك العراق، ومنهم المناذرة، وبنو طيئ في جبلي أجأ وسلمى، وبنو عاملة وبنو جذام في بادية الشام، وبنو كندة، وكانوا أقيالا في حضرموت يخضعون للتبابعة، فاتسع سلطانهم إلى الأنحاء الشمالية، فسادوا قبائل غطفان وأسد في نجد، وقبائل بكر وتغلب في ديار ربيعة، حتى بلغ الأمر بأحد ملوكهم الحارث بن عمرو أن ينافس المناذرة والغساسنة، وأغار مرة على الحيرة فشرد ملكها المنذر الثالث ابن ماء السماء. فلما عاد المنذر إلى ملكه، أوقع بالكنديين، فأخذ منهم نحو خمسين أميرا وذبحهم بجفر الأملاك في ديار بني مرينا بين دير هند والكوفة، وفيهم يقول امرؤ القيس:
Página desconocida