Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Géneros
83
والنابغة الذبياني اصطنع الأمثال في شعره؛ ليعظ بها قومه أو ممدوحه، فعندما أراد أن يدعو النعمان إلى نبذ أقوال الوشاة، وأن يكون صادق النظر في الحكم عليه، قص عليه أسطورة زرقاء اليمامة التي استطاعت أن تعد سرب القطا الطائر بين جبلين لصدق بصرها، وإن يكن نظر النعمان مرجعه العقل، ونظر الزرقاء مرجعه العين، فإن الصدق هو الجامع بين النظرين، وكذلك أسطورة الحية والأخوين، فإن هدفه فيها أن يقول لقومه إن الثقة المتبادلة انقطعت بينه وبينهم كما انقطعت بين الحية وأخي القتيل بعدما أخذ الدية منها وأقسم لها على الوفاء ، ثم خانها وغدر بها.
والأعشى يروي لشريح بن السموأل خبر وفاء أبيه ليأمن في جواره، وأمية بن أبي الصلت يعظ ويذكر بأنباء التوراة كقصة لوط وخراب سدوم، وخبر إبراهيم وتضحيته بإسحاق. ولا ينبغي أن تغفل قصة الثور الوحشي والحمار الوحشي عند أبي ذؤيب الهذلي في عظة نفسه وتعزيتها.
وشعراء الجاهلية - على الإجمال - نطقوا بالحكمة وضربوا الأمثال، على تفاوتهم في القلة والكثرة، وشارك بعضهم بعضا في الأفكار والعظات، فترددت آراؤهم مستعادة مكرورة، تواطئوا عليها كما تواطئوا على مختلف المعاني والتعابير، وقلما وقعت على فلسفة شخصية يتميز فيها الواحد منهم عن الآخر مع ما يبدو عليها من سذاجة وضعف في الأحكام وتعليل الأسباب.
هوامش
شعراء الجاهلية
(1) الشنفرى (1-1) حياته
هو أحد صعاليك العرب وعدائيها، جاهلي قديم، والمشهور أن اسمه ثابت بن أوس الأزدي، والشنفرى لقب له لعظم شفتيه. اختلف في مولده؛ فقيل: إنه نشأ في قومه الأزد ثم أغاظوه فهجرهم. وقيل: ولد في بني سلامان أو أنهم سبوه صغيرا فنشأ بينهم حتى عرف حقيقة أمره فهرب مضمرا لهم الشر، وأقسم أن يقتل منهم مائة، فأخذ يترصدهم ويفتك بهم حتى إذا بلغ عدد القتلى تسعة وتسعين قبضوا عليه وقتلوه وطرحوا جثته وجمجمته عرضة للضواري لتفترسه، فمر بجمجمته رجل منهم ورفسها برجله فدخلت فيها شظية فأماتته وتمت به المائة، فقرت عين الشنفرى بعد موته وبر بقسمه، ومثل هذه الرواية كثير في أخبار العرب فلا ينبغي التعويل عليها. (1-2) آثاره
له أشعار متفرقة في كتب الأدب، وكلها في وصف غاراته وشدة بأسه، وأشهرها قصيدته المعروفة بلامية العرب، وشك بعضهم في نسبتها إليه، وأضافها ابن دريد إلى خلف الأحمر، ونسبها غيره لشعراء صدر الإسلام. على أن هذا الشك لا يضيرها من حيث تعابيرها الجاهلية وموافقتها لحياة الشنفرى وما رافقها من شظف عيش وخشونة طباع.
وقد عني بشرحها كثير من العلماء كالمبرد وثعلب والزمخشري، ودرسها المستشرقون ونقلوها إلى لغاتهم. (1-3) ميزته
Página desconocida