Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Géneros
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا؟
والتجاء طلاب السيادة إلى الشعراء في مفاخراتهم دليل على ما للشعر من الأثر البليغ.
ولا يختلف المدح في صفاته العامة عن الفخر والحماسة، فإن الفضائل التي يفاخر بها الشاعر الجاهلي، وينافس غيره من الشعراء والقبائل، هي التي يمدح بها السادات والملوك شاكرا أو متكسبا، معتذرا أو مستعطفا؛ لأنها خير ما يرى من حميد المزايا ومكارم الأخلاق، في بدوه وفي حضره، فأضافها إلى ممدوحيه مبالغا في الكلام عليها مبالغة الشاعر الفارس في المباهاة بها، وإن تكن الحمية عنده أخف منها عند الآخر؛ لأن النفس التي تدفع إلى المدح والثناء غير النفس التي تندفع حماسة وفخرا.
ويختلف الشعراء في مبالغاتهم بين مقل ومكثر، ولكنهم لا يجنحون إلى الإحالة؛ لأن طبع البدوي في صفائه ينفر من الغلو إلا إذا رانت عليه العاطفة في حزن أو حماسة، فتخرج به إلى غاية الإغراق والكذب، غير معتدل ولا متأثم. وقلما سمعنا شاعرا مداحا في الجاهلية يغلو غلو النابغة في وصفه سيوف الغساسنة، حيث يقول:
تقد السلوقي المضاعف نسجه
وتوقد في الصفاح نار الحباحب
أو في ذكره قدر ابن الجلاح الكلبي - قائد الغساسنة - زاعما أنها تسع الجزور بجملتها. فهذه المغاليات مأنوسة في المفاخر والمراثي أكثر منها في المدائح، ولكن تحول الشعر إلى التكسب جعل الشعراء يفرطون في تعظيم الأشراف والملوك، تملقا لهم واستدرارا لأكفهم، وإن تكن السذاجة الفطرية لا تعدو تصوراتهم، مثل وصف النابغة للقدر التي تسع الناقة العظيمة، وينضاف إلى هذه التصورات ما نسمع من مدح الأشخاص بنعالهم وجودتها. فإن الأشراف ينتعلون السبت - وهو الجلد المصبوغ - فلا تأكله الكلاب كما تأكل غيره من الذي لم يصبغ. قال النجاشي الحارثي يمدح هند بن عاصم:
ولا يأكل الكلب السروق نعالهم
ولا تنتقي المخ الذي في الجماجم
Página desconocida