Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Géneros
ولم يحرم عرب الشمال فن الكتابة على شيوع الأمية فيهم؛ فإن النصارى في العراق والجزيرة علموا جيرانهم الخط المعروف بالجزم،
47
وله صلة بالآرامي النبطي، فكانت الكتابة العربية في الأنبار والحيرة وما جاورهما. وكذلك النصارى الأنباط في فلسطين الثالثة
48
علموا من جاورهم من عرب الشام الخط النسخي الجليل المتفرع من الجزم. وتعلم بعض القرشيين خط الجزم من نصارى الحيرة في رحلاتهم التجارية إلى العراق، فحملوه إلى مكة، فظهرت فيهم الكتابة قبل الإسلام، وظهرت أيضا في يثرب، والفضل في ظهورها لليهود.
ولبثت الكتابة قاصرة في الجاهلية لا يتعلمها من العرب إلا أفراد من أهل الحواضر، وإذا تعلموها لا يبلغون فيها حد الإحكام والإتقان، ولا يستعملونها إلا في شئونهم الاقتصادية، ولم يخلف الشماليون نقوشا حجرية بلغتهم العدنانية الخالصة، كما خلف الجنوبيون بلغتهم القحطانية، إلا ما كان من الآثار التي وجدت في حوران، مكتوبة بلغة نبطية تغاير أحكام اللسان العربي في كثير من ألفاظها وتراكيبها.
49
وبقي العرب لأول الإسلام لا يجيدون الكتابة، ولا يسلمون من الغلط في الإملاء، كما تدل المصاحف التي رسمها الصحابة بخطوطهم
50
حتى نزلوا الكوفة والبصرة، واحتاجت الدولة إلى الكتابة، فعنوا بإتقانها، وكتبوا بالخطين النسخي والكوفي. ثم ترقت الخطوط بعد الفتوح الكثيرة، وتشعبت فروعها في بغداد وإفريقية والأندلس إلى أن بلغت حالتها الحاضرة. (4-3) الأدب
Página desconocida