Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam

Butrus Bustani d. 1300 AH
169

Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam

أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

Géneros

128

وعنترة إذا كلب.»

129

ولمعلقته قيمة أدبية، لم يبخسها حقها الأدباء الأقدمون، فإن ابن سلام وصفها بقوله: «قصيدة نادرة.» وقال ابن رشيق: وقول عنترة: «هل غادر الشعراء من متردم؟» يدل أنه يعد نفسه محدثا، قد أدرك الشعر بعد أن فرغ الناس منه، ولم يغادروا له شيئا. وقد أتى في هذه القصيدة بما لم يسبقه إليه متقدم، ولا نازعه إياه متأخر.

ونحن يمكننا أن نختم هذا البحث بقولنا: عنترة في المعامع سيد الفرسان، وعنترة في الحماسة سيد الشعراء ... (7) الحارث بن حلزة (القرن السادس) (7-1) حياته

هو أبو ظليم الحارث بن حلزة

130

بن مكروه بن يشكر البكري من وجوه قومه في العراق ينتهي نسبه إلى ربيعة. وكان حكيما رزينا، حسن المصانعة، يجابه الخطوب بهدوء وروية، وهو الذي دافع عن بني بكر يوم التقاضي في حضرة الملك عمرو بن هند، بعد هلاك التغلبيين في أرض بني شيبان، كما ذكرنا في كلامنا على عمرو بن كلثوم. وقد علمنا أن النعمان بن هرم كان يومئذ خطيب البكريين، وهو رجل أصم أصلع من شيوخ بكر، من بني ثعلبة بن غنم بن يشكر. فلما دخل على عمرو بن هند، تحرش به عمرو بن كلثوم قائلا: «يا أصم، جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك.» قال: «وعلى من أظلت السماء يفخرون، ثم لا ينكر ذلك.» قال عمرو: «والله لو لطمتك لطمة لما أخذوا لك بها.» فقال النعمان: «والله لو فعلت ما أفلت بها أنت ومن فضلك.» فغضب عمرو بن هند من هذا التعريض وكان يفضل بني تغلب على بني بكر. فرمى النعمان بكلمة قارصة فرد عليه بأشد منها، فتلظى الملك غيظا وطرده من حضرته.

فوقف عند ذاك عمرو بن كلثوم وأنشد معلقته، ولكنه لم يحسن اصطياد الفرص، فقد بالغ في فخره حتى جاوز الحد، ولم يرع حرمة الملك فطاوله حاسبا أنه نال المرام من خصومه البكريين بعدما طرد خطيبهم، وإذا بالحارث بن حلزة يصدمه بمعلقته، فيصلح بها ما أفسد النعمان.

وكان ابن حلزة شاعر بكر قد أعد قصيدة لهذا اليوم ورواها جماعة من قومه، فلما قاموا بين يديه لم يرضه إنشادهم، فقال: «إني لا أرى أحدا يقوم بها مقامي، لكن أكره أن أكلم الملك من وراء سبعة ستور وينضح

Página desconocida