Escritores Árabes en la Jahiliyya y los Inicios del Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Géneros
في الكلام، وكان يتجنب وحشي الشعر، وكان لا يمدح أحدا إلا بما هو فيه.» وروي أيضا عن عمر أنه كان يقول: «أشعر الشعراء صاحب من ومن ومن ...» وقال أبو عبيدة: «أشعر الناس أهل الوبر خاصة وهم: امرؤ القيس، وزهير، والنابغة.» وسأل عكرمة بن جرير أباه: «من أشعر الناس؟» ففضل زهيرا في الجاهلية. وقال ابن سلام: «من قدم زهيرا احتج بأنه كان أحسنهم شعرا، وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالا في شعره.»
فيتبين لنا من كل ذلك، أن زهيرا في مقدمة شعراء الطبقة الأولى، ومنهم من يفضله عليهم جميعا. وهو كما رأيناه في شعره، متين السبك غير خشن، واضح المعاني، موجز التعبير، متناسق الأفكار، رصين الأسلوب. يؤثر القصص في سرد أفكاره، والتصاوير الحسنة في إبراز موصوفاته. ترافقه الحكمة والرزانة في جميع فنون الشعر وأبوابه. فهو رزين في غزله ووصفه ومدحه، حكيم في هجائه ونصحه وتحذيره. ولا بدع أن يقل سخفه فذاك راجع إلى ترويه في النظم وأناته.
وقصارى القول إن زهيرا شاعر حكيم، ومصور بارع حريص على إتقان صوره وتبليغ ألوانها. (4) لبيد (661م/41ه ؟) (4-1) حياته
هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري ، وكان أبوه يعرف «بربيعة المقترين»
55
لجوده وسخائه. فنشأ لبيد كريما مثله. وقيل: إنه نذر في الجاهلية أن لا تهب الصبا إلا أطعم، وظل على نذره في الإسلام.
وبدت دلائل النجابة على الشاعر منذ حداثة سنه، ومما يروى عنه وهو غلام أنه وفد في رهط من بني عامر على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان، فطعن في العامريين وذكر معايبهم لعداء بينهم وبين بني عبس. فجافى النعمان وفد بني عامر وأهمل أمرهم. فخرجوا من عنده غضابا. فعرض عليهم لبيد أن يهجو الربيع في حضرة النعمان. فاستخفوا به لصغر سنه. فألح عليهم حتى رضوا. فلما أصبحوا دخلوا به على النعمان، والربيع يؤاكله، فقام لبيد يرتجز ويقول:
أكل يوم هامتي مقزعه
يا رب هيجا هي خير من دعه
56
Página desconocida