القرآن" ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾.
ودون المثل الأعلى الجامع، الأمثال العلية المفصلة منه. ﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾. ولإحاطة أمر الله وكماله في كل شيء، يصح أن يضربه مثلا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾. ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا﴾.
وللمثل حكم من ممثوله، إن كان حسنا حسن مثله، وإن كان سيئا ساء مثله، ولما كان أعلى الأمثال الحمد، كان أول الفاتحة: الحمد، ولما كان أخفى أمر الخلق النفاق، كان أول مثل في الترتيب مثل المنافق، وهو أدنى مثل لما خفي من أمر الخلق، كما أن الحمد أعلى مثل لما غاب من أمر الخلق.
وبين الحدين أمثال حسنة وسيئة، ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾ الآيتين. ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾. ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ﴾ الآيتين.
وبقدر علو المثل أو دنوه أو توسطه يتزايد للمؤمن الإيمان، وللعالم العلم، وللفاهم الفهم، وبضد ذلك لمن اصتف بأضداد تلك الأوصاف ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾.
1 / 88