الفصل الخامس
...
فصل
واستدل العراقي على دعاء الصالحين وندائهم بالحوائج١ بقوله تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ . [النازعات:٥] . وذكر عن البيضاوي أنها أرواح الموتى.
الجواب أن يقال: قد حكى البيضاوي أقوالًا في الكلام٢ على هذه الآية، وقدَّم أنها الملائكة، وحكى أنها النجوم، وحكى أنها خيل الغزاة، وحكى أنها أنفس الغزاة.
وعلى زعم هذا وطرد دليله: كل ما ذكر يدعى مع الله حتى خيل الغزاة، والبيضاوي لا يقول بدعاء أحد مع الله، بل ذكر في "تفسيره" مواضع يعز استقصاؤها في المنع من٣ ذلك وتحريمه.
ثم هذا القول الذي قاله العراقي رجوع إلى عبادة الملائكة، والنجوم، والأنفس المفارقة، هذا حقيقة دين الصابئة، أوقع العراقي فيه: ظنه أن العبادة لا تكون عبادة وشركًا إلا إذا اعتقد التأثير من
_________
١ في ط: آل ثاني "الحوائج" وفي "ب" و"جـ": (للحوائج) . والمثبت من الدرر السنية ٩/ ٢٩٦.
٢ "في الكلام" ليست في ط: آل ثاني.
٣ في ط: آل ثاني "عن".
1 / 62