الباطلة، وأهل الغلو في الأنبياء، والأولياء، و١الصالحين، وهم أضل خلق الله عما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، وإن ورثوا الكتاب، ودرسوه، فإن الوراثة والدراسة والاطلاع نوعٌ، والعلم به والإيمان والعمل، ومعرفة حقائقه ونصوصه نوعٌ آخر. قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا﴾ . [الأنعام:٢٥] .وقال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ . [الجمعة:٥] .
وفي الحديث الذي في وصف الخوارج:"يقرؤون٢ القرآن لا يجاوز حناجرهم، هم شر قتلى تحت أديم السماء"٣.
فالعلم والكتاب إذا لم يَخْلُصْ إلى القلوب فهو حجة على ابن آدم.
ويقال: كتاب الله، وسنة رسوله، وأقوال أهل العلم صريحة متوافرة متظاهرة على تكفير من دعا غير الله، وناداه بما لا يقدر عليه إلا الله، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾ . [يونس:١٠٦] . وقال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلًا﴾ . [الإسراء:٥٦] .
والقرآن كلُّه دالٌّ على هذا المعنى، مقرر له، وإن اختلفت
_________
١ في طبعة آل ثاني:"والأولياء الصالحين".
٢ في النسخ الخطية:"يقرؤن".وفي طبعة آل ثاني:"يقرأون".
٣ تقدم تخريجه في الرسالة الأولى: ص ٤٧.
1 / 39