وهذا عند الله ورسوله، وعند أولي العلم من خلقه أكبر الكبائر على الإطلاق، كما جاء في حديث ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك" ١.
وهذا العراقي صرح بأنه يجوز نداؤهم٢، [أعني نداء الأنبياء والصالحين، بل والجمادات –كما هو مشهور عنه، لكن يسميه توسلًا، خالف المشركين في التسمية، لا في الحقيقة، فيدعو الغير، ويرجوه] ٣ في كل مطلوب، على وجه الجاه والتسبب، وهذا حقيقة الشرك والتنديد.
والمنكر في عرفه هو: النهي عن هذا، وعن تكفير أهله، ولهذا صرح في هذه الرسالة بأنه ينصح عن٤ تكفير هذا الضرب من الناس، ويزعم أن لهم نيَّات صالحة، ومقاصد صحيحة، فظهر أنه رأس من دعا إلى المنكر، وسعى في هدم٥ المعروف، ومحو آثاره.
_________
١ أخرجه البخاري في "صحيحه":كتاب التفسير -٨/ ١٦٣-٤٩٢، وفي الأدب -١٠/ ٤٣٣، وفي الحدود -١٢/ ١١٤، وفي الديات -١٢/ ١٨٧، وفي التوحيد -١٣/ ٤٩١-٥٠٣.
وأخرجه مسلم في "صحيحه":كتاب الإيمان -١/ ٩٠-٩١، كلاهما من طريق أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود ... به.
٢ في النسخ الخطية: نداؤه.
٣ ما بين المعقوفتين سقط من النسخ الخطية.
٤ في طبعة آل ثاني:"عن عدم تكفيره".
٥ في طبعة آل ثاني:"عدم".
1 / 37