أصحابنا، ورأيت١ فيها من الصد عن سبيل الله، والدعوة إلى عبادة الأولياء والصالحين، ودعائهم، والحثِّ على قصدهم في الملمات والشدائد، والإلحاد في آيات الله، وتحريف الكلم عن مواضعه، ما لا يتسع السكوت عليه.
فإن الله تعالى بعث محمدًا ﷺ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأمر بجهاد الكفار والمنافقين بالحجة والبيان، كما أمر بجهادهم باليد والسنان.
_________
شيخ الإسلام ابن تيمية.
فلما أعلن الحرب على التوحيد وأنصاره وأعوانه، والموالاة للشر وأتباعه وكُهَّانه، تصدى له أئمة العلم والهدى، وشموس الحق والتقى، فألَّفوا الردود المطوَّلة والمختصرة في نقض شبهه وتضليله، وبيان كذبه وافترائه وتزويره، فانجلى للناس بهذه الردود حقيقة أمره، وسوء مغزاه ومكره. فلله الحمد على إعزاز دينه وأوليائه، وخذل الشرك وأهله وأعوانه. فممن ردَّ عليه الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين بكتابه "الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين"وبكتاب آخر أسماه "تأسيس التقديس".
وردَّ عليه الشيخ العالم العلامة عبد الرحمن بن حسن بكتاب اسمه "كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس".وردَّ عليه ابنه العلامة الجليل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بكتاب أوسع من الكتاب الذي بين يديك أسماه "منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس"ولكن المنية اخترمته قبل إتمامه، فتصدى لإكماله العلامة الفاضل السيد محمود شكري الألوسي بكتاب سماه "فتح المنان".وردَّ عليه الشيخ أحمد بن عيسى بكتاب سماه "الرد على شبهات المستعينين بغير الله".وردَّ عليه علامة العراق السيد نعمان الألوسي بكتاب سمّاه "شقائق النعمان في ردّ شقاشق داود بن سليمان".
١ في طبعة آل ثاني:"فرأيت".
1 / 32