138

Tuhfat Talib

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

Investigador

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

Editorial

دار العصمة

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

لأن الحلف بغير الله لا ينقل عن الملة، بل هو كالريا في عدم الردة، وإن كان شركًا. إذا عرفت هذا فالعراقي دلّس، وجعل البابين بابًا واحدًا، وجعل كلام الترمذي في تأويله لفظة "كفر" راجعًا إلى كلا البابين، وأن الحلف مكروه كراهة تنزيه، والترمذي لم يتعرض لكونها للتنزيه. وأما قوله: "إنكم تكفرون به، وترون أنه كفر" فهو كذب بحت، وفرية ظاهرة، ما قال أحد ممن يعتدُّ به عندنا إنه كفر مخرج عن الملة. وقد يُطلق العالم والمفتي ما أطلقه الرسول ﷺ في مثل هذا، ويقف حيث وقف، ومن أنكر هذا الإطلاق فقد أنكر على الرسول ﷺ. على أن ابن قيم الجوزية قال: قد يكون ذلك شركًا أكبر بحسب ما قام بقلب قائله، وقاله القاضي عياض من المالكية. وهذا ظاهر لا يخفى إذا قصد تعظيم من حُلف به كتعظيم الله. وأما استدلال هذا العراقي على عدم التحريم بقوله ﷺ: "من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله" ١ فهذا الاستدلال والفهم ليس بشيء.

١ رواه البخاري في صحيحه –كتاب الأيمان والنذور- ١١/ ٥٣٦، ومسلم في صحيحه –كتاب الأيمان- ٣/ ١٢٦٧-١٢٦٨.

1 / 145