أما الأول فقد أوضحت ذلك في محله، وأما الثاني وهي الطبقات فلما فيها من النقل عن كتب كثير من المخالفين مما يوهم الموافقة لهم والسبب في ذلك أن بعض المؤلفين للكتب الكبار كصاحب الطبقات ينقلون المباحث من كتب المخالفين لقصد الجمع والتكثير ولا ينقحون، وقد لا يتأملون، والله المستعان.
نعم، وقد ذكر الوالد العلامة المؤرخ محمد بن محمد زبارة في هذه الترجمة الأبيات في مزايا طبقات صاحب الترجمة، وقال بعدها: ويقول بعض من تأمل هذه الطبقات من الباحثين في هذا العصر إنها دون ما وصفها به صاحب نفحات العنبر، وصاحب هذه الأبيات.
قلت: ولا شك أن صاحب الطبقات قد أفاد وأجاد في جمع الرواة من أئمتنا وشيعتهم والرد على المخالفين فيما يتكلمون به في أولياء أهل البيت وإن كان ينقل من كتب الخصوم ولا ينبه على ذلك، فقد يحصل به الاغترار على من لا اطلاع له على الحقائق.
من ذلك قوله في ترجمة مطرف بن شهاب ما لفظه: مطرف بن شهاب بن عمرو الشهابي الشيخ الفاضل والعبد الصالح المصلح يروي أصول الدين عن علي بن محفوظ عن إبراهيم بن بالغ عن أبيه عن الهادي عليه السلام.
إلى قوله: وكان مطرف معلم الزيدية العدلية باليمن.
وقد علقت عليه في مختصر الطبقات، فقلت: اعلم أيها المطلع وفقنا الله وإياك أن مطرف بن شهاب هو رأس الفرقة الغوية المطرفية التي كفرها أعلام الأئمة، وعلماء الأمة منهم: الإمام أبو الفتح الديلمي، والإمام أحمد بن سليمان، والإمام عبدالله بن حمزة عليهم السلام، والسلف والخلف من أهل البيت وأتباعهم من الفرقة الموحدة الزيدية، والمؤلف تبع صاحب الطبقات في هذا ولا شك أنه نقل هذه الترجمة من كتب المطرفية من غير تعمد وروية، وكذا مسلم اللحجي، وإبراهيم بن الهيثم، ويحيى بن الحسين البحيري كلهم من المطرفية.
Página 372