الله ﷺ فقال لأصحابه «أبشروا أتاكم الغوث» ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله ﷺ فوعده.
فبيناهم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءًا خبزًا ولحمًا فأكلوا منها ما شاءوا ثم قال بعضهم لبعض لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله ﷺ ليقضي به حاجته فقالوا للرجلين اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله ﷺ وإنا قد قضينا منه حاجتنا ثم إنهم أتوا رسول الله ﷺ فقالوا يا رسول الله فما رأينا طعامًا أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به فقال يا رسول الله فما رأينا طعامًا أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به فقال «ما أرسلت إليكم شيئًا» فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم فسأله رسول الله ﷺ فأخبره ما صنع وما قال لهم فقال ﷺ ذلك شيء رزقكموه الله سبحانه» (١).
قال القرطبي ﵀: «وقال يزيد بن مرثد: إن رجلًا جاع بمكان ليس فيه شي فقال: اللهم رزقك الذي وعدتني فأتني به، فشبع وروي من غير طعام ولا شراب. وعن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال النبي ﷺ: «لو أن أحدكم فر من رزقه لتبعه كما يتبعه الموت» (٢).
وفي سنن ابن ماجة عن حبة وسواء ابني خالد قالا: دخلنا على النبي ﷺ، وهو يعالج شيئًا فأعناه عليه، فقال: «لا تيأسا من الرزق ما تهززت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله» (٣).