يقول لصاحبه: إن هذا لحق كما أنك هاهنا» (١).
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن أبي عدي عن الحسن البصري أنه قال: بلغني أن رسول الله ﷺ قال: «قاتل الله أقوامًا أقسم لهم ربهم، ثم لي يصدقوا».
قال الأصمعي: أقبلت خارجًا من البصرة، فطلع أعرابي على قعود، فقال: من الرجل؟ قلت: من بني أصمع، قال: من أين أقبلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن، فقال: اتل علي، فتلوت والذاريات فلما بلغت قوله: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾ فقال: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها، ووزعها على الناس، وعمد إلى سيفه وقوسه، فكسرهما وولي. فلما حججت مع الرشيد، طفقت أطوف، فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق، فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر، فسلم علي، واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح، وقال: وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا، ثم قال: فهل غير هذا؟ فقرأت: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾ فصاح، فقال: يا سبحان الله، من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! لم يصدقوه بقوله، حتى ألجؤوه إلى اليمين؟! قالها ثلاثًا، وخرجت معها نفسه» (٢).
وجاء في نوادر الأصول في أحاديث الرسول: وعن زيد بن أسلم ﵁ أن الأشعريين أبا موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم لما هاجروا قدموا على رسول الله ﷺ في فلك وقد أرملوا من الزاد فأرسلوا رجلًا منهم إلى رسول الله ﷺ يسأله فلما انتهى إلى باب رسول الله ﷺ سمعه يقرأ هذه الآية: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (٣). فقال الرجل ما الأشعريون بأهون الدواب على الله فرجع ولم يدخل على رسول