155

ثم أبصرت الحقيقة

ثم أبصرت الحقيقة

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Géneros

إمام جائر) (١) وفي رواية (إنّ أقرب الناس إلى الله تعالى وأحبهم إليه وأدناهم منه مجلسًا يوم القيامة إمام عادل) (٢).
إنّ كل هذه الروايات الشيعية المتظافرة كافية بحد ذاتها لإثبات أنّ أئمة أهل البيت كانوا يشترطون في إمام المسلمين العدل لا العصمة.
الأحلام لا تصلح لأن تكون دستورًا
الحديث عن خليفة معصوم ليس نبيًا ولا رسولًا يعود بذاكرتي إلى ما قرأته قديمًا عن المدينة الفاضلة التي لم ولن توجد إلا في مخيلة أفلاطون.
فمن السهل على المرء أن يعيش في برج عاجي، يجول بفكره هنا وهناك ويعيش جنة أرضية في مخيلته تؤنسه في وحشته وتسلي نفسه ويريح بها ضميره، خصوصًا إذا ما كان يتقلب في مجتمعات عاشت على المظالم منذ زمن بعيد (٣)، من حقه أن يريح فكره ويعيش حُلمه، ولسنا نلومه على ذلك، لكن أن يفرض هذه الأحلام على الناس جميعًا ويكفّر من لا يعيش معه هذا

(١) روضة الواعظين ص٤٦٦
(٢) عوالي اللآلي ١/ ٣٧٢
(٣) ولذا أرجّح أنّ سبب نشوء نظرية العصمة كان ردة فعل لمظالم وقعت على معتدلي الشيعة آنذاك من جهة السلطة الحاكمة ومن جهة غلو النواصب في الطعن في الإمام علي وأهل البيت بالإضافة إلى مقتل الأئمة والعلماء من أهل البيت فوجد المتطرفون والغلاة طريقًا لبث غلوهم، ولعل حرص بعض الحكام الأمويين والعباسيين على إبراز أنفسهم كظل الله في الأرض، وادعاءهم أنهم الأحق بالخلافة من غيرهم سبب رئيسي لتطرف شيعي مقابل جعل الخلافة حقًا لاثني عشر فاضلًا من أهل البيت دون سائر الناس بل دون سائر أهل البيت وجعل العصمة شرطًا في الخلافة وادعى العصمة في الإثنى عشر باستخدام نصوص لا تمُت بصلة إلى موضوع العصمة كآية التطهير وحديث الكساء كما سيأتي.

1 / 162