125

وروى محمد بن الهادي عن الباقر عليه السلام أن رجلا سأله فقال: دلني على أمر إذا عملت به نجوت عند الله، وإذا سئلت غدا قلت أنت هديتنيه. قال: إعمل بما أجمع عليه المختلفون، وكذلك في مصباح الشريعة عن ولده جعفر الصادق عليه السلام وكذلك سائر القدماء عليهم السلام منهم ومن وافقهم من المتأخرين عليهم السلام لأنهم يقولون بتحريم الأخذ بالأخف بعد قولهم بوجوب اتباع جماعة العترة عليهم السلام جملة كما تقدم مفصلا، وقال: المنصور بالله عليه السلام تتبع الرخص زندقة، وقال في (الفصول): والأحوط الأخذ بما أجمع عليه وتحريم الأخذ بالأخف اتباعا للهوى إجماعا فهذا حكم الاتباع وتحقيقه حسب الإمكان والمقصود رضا الله تعالى والحق أحق أن يتبع، وماذا بعد الحق إلا الضلال، فلينظر المرء إلى ما يأمن معه العقاب في جميع أموره وينظر في الأدلة بإنصاف من دون أن يعمى بصره بالعصبية والحمية للمذهب.

نسأل الله الكريم أن يقود بنواصينا إلى الخير، وأن يقينا في الدنيا والآخرة كل هول وضير، فإنه لا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.

فهذا ما أردنا جمعه من كتاب الثمار المجتناة.

Página 160