124

وروي عن النعمان بن بشير أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

(343) ((الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات وسأضرب لكم مثلا إن لله حمى، وأن حمى الله حرام، وأن من يرعى حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى)).

(344) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من دار حول الحمى يوشك أن يقع فيه)) إلى غير ذلك مما يؤدي [إلى] هذا المعنى كثير وعن علي عليه الصلاة والسلام: أيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء ومن خالف وقع في التيه.

وقال عليه السلام في وصية لابنه الحسن عليه السلام: (دع القول فيما لا تعرف، والخطاب في ما لا تكلف، وامسك عن الطريق إذا خفت الضلال، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال).

وقال عليه السلام: ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الذي التبس عليهم... إلى أن قال: وأعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله تعالى والاقتصار على ما فرضه الله، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم ذلك إلى الأخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا.

وقال عليه السلام فيها: (ولا تقل ما لا تعلم، وإن قل ما تعلم).

Página 159