قصة الحضارة
قصة الحضارة
Editorial
دار الجيل
Ubicación del editor
بيروت - لبنان
Géneros
الفصل الأول
من الصيد إلى الحرث
ما للشعوب البدائية من قصر النظر - بداية
الحيطة - الصيد والسمّاكة - الرعي - استئناس
الحيوان - الزراعة - القوت - الطهي - أكل اللحوم البشرية
"إن نظام الوجبات الثلاث في كل يوم نظام اجتماعي غاية في الرقي، أما الأقوام الهمجية فهي إما أن تتخم نفسها دفعة واحدة أو تمسك عن الطعام"%=& Hayes، Sociology،٤٩٤. & وإنك لترى أكثر القبائل توحشًا بين الهنود الأمريكيين يحكمون على من يدخر طعامًا لغده بضعف المراس وانعدام الذوق%=& Lippert J.، Evolution of Culture، ٣٨. &، وكذلك ترى أهل استراليا الأصليين لا يستطيعون العمل كائنا ما كان ما دام جزاء العمل لا يجيئهم فور أدائه؛ وكل فرد من قبائل "الهوتنتوت" Hettentot هو بمثابة السيد الذي يعيش عيش الفراغ، والحياة عند قبيلة "البوشمن" Bushmen في إفريقية "إما وليمة وإما مجاعة"%=& Spencer، H.، Principles of sociology، ١، ٦٠&. وإن في قصر النظر هذا لحكمة صامتة، كما هو الحال في كثير من أساليب الحياة عند "الهمج"، ذلك أن الإنسان إذا ما بدأ يفكر في غده فقد خرج بذلك من جنة عدن إلى وادي الهموم، وحَلَّت به صُفرة الغم، وهاهنا يشتد فيه الجشع، وتبدأ الملكية، ويزول عنه البشر المتهلل الذي يعرفه الإنسان الأول "الخلي من كل تفكير"؛ إن الزنجي الأمريكي يمثل اليوم هذه المرحلة من مراحل الانتقال، فقد سأل "بيري" أحد أدلائه من الإسكيمو قائلًا "فيم تفكر؟ " فكان جوابه: "ليس لدي ما يدعو إلى التفكير لأن لديّ مقدارًا كافيًا من اللحم" فكون الإنسان لا يفكر إلا إذا اضطر إلى ذلك، قد يكون جُماع الحكمة، وقد يكون لهذا الرأي سند قوي يدعمه.
ومع ذلك فتلك الحياة التي خلت من الهموم، كانت لها صعابها؛ والأحياء
1 / 11