The State of Islam in Al-Andalus

Mohammed Abdullah Enan d. 1406 AH
88

The State of Islam in Al-Andalus

دولة الإسلام في الأندلس

Editorial

مكتبة الخانجي

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

هذا، وهناك في شأن "منوسة" وزوجه رواية أخرى، أوردها الحبر ماريانا كبير مؤرخي إسبانيا، فقد ذكر أن منوسة كان زعيمًا نصرانيًا اختاره المسلمون لحكم المنطقة الواقعة غرب البرنيه، ولكنه كان صارمًا يشتد في معاملة النصارى، وأنه كان للدون بلاجيوس زعيم جليقية القوطي أخت بارعة الحسن، شغف بها منوسة حبًا، ولكن بلاجيوس لم يوافق على زواجها منه، فاحتال منوسة، وبعثه في مهمة إلى قرطبة، وأسر الأميرة أثناء غيبته وتزوج بها قصرًا، فأسر بلاجيوس وأخته هذه الإهانة، ولبثا يرتقبان الفرص حتى استطاعت الأميرة فرارًا من أسرها وسارت مع أخيها إلى جبال جليقية حيث اعتصم بلاجيوس مع أنصاره، وأعلن الخروج والثورة، فأخطر منوسة حكومة قرطبة، فأرسلت حملة لتأديب الثائر بقيادة " علقمة ". ولكن بلاجيوس استطاع مع أنصاره القلائل، أن يعتصم بشعب الجبال، فارتد المسلمون منهزمين، وقتل علقمة، وارتاع منوسة لفوز خصمه، وخشي انتقام مواطنيه، فحاول الفرار إلى الجنوب، ولكنه وقع في يد شرذمة من الفلاحين النصارى فقتلوه، ويضع ماريانا تاريخ هذه الحوادث في سنة ٧١٨ م (١). ولكن رواية ماريانا هذه ظاهرة الضعف، أولا لأنه ليس بمعقول أن تعهد حكومة الأندلس المسلمة بحكم ولاية من ولاياتها إلى زعيم نصراني. وثانيًا لأن هذه الرواية تخالف في مجموع تفاصيلها كل ما كتبته الروايات المعاصرة عن شخصية منوسة، وعن مصاهرته لأمير أكوتين. وثالثًا لأن تاريخ هذه الحوادث متأخر عن التاريخ الذي يعينه ماريانا بأكثر من عشرة أعوام. ولما قتل منوسة، وانهارت مشاريعه، ورأى أودو ما حل بحليفه، واستشعر الخطر الداهم تأهب للدفاع عن مملكته، وبدأ الفرنج والقوط في الولايات الشمالية بالتحرك لمهاجمة المواقع الإسلامية. وكان عبد الرحمن يتوق إلى الانتقام لمقتل السمح وهزيمة المسلمين عند أسوار تولوشة، ويتخذ العدة منذ بدء ولايته لاجتياح مملكة الفرنج كلها. فلما رأى الخطر محدقًا بالولايات الشمالية، لم ير بدا من السير إلى الشمال، قبل أن يستكمل كل أهبته. على أنه استطاع أن يجمع أعظم جيش سيره

(١) Mariana في تاريخ اسبانيا العام - الترجمة الفرنسية ج ٣ ص ٥ وما بعدها.

1 / 89