الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين
الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين
Editorial
-
Número de edición
الخامسة
Géneros
المسمين إلا ابن مسعود، فكان على عمر أن يحبس نفسه قبل أن يحبس هؤلاء لإتيانه ما أتوه.
بقي أن نوقفك على طرف من تراجم هؤلاء النبلاء لترى موقعهم في نفس عمر، وتتبين مكانتهم من الشرع الذي حكم عمر وحكم هو به.
أولا: ابن مسعود:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، ويكنى أبا عبد الرحمن، أمه أم عبد "معدودة من الصحابيات" أسلم قديما بمكة، روي عنه أنه أسلم سادس سنة وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان صاحب سر رسول الله ﷺ ووساده وسواكه ونعليه وطهوره في السفر، وكان يشبه بالنبي ﷺ في هديه ودله وسمته، وكان خفيف اللحم قصيرًا شديد الأدمة، وكان من أجود الناس ثوبا، ومن أطيب الناس ريحا، وولي قضاء الكوفة وبيت المال لعمر، وصدرا من خلافة عثمان، ثم صار إلى المدينة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين١، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وستين، وقيل: توفي بالكوفة، والأول أصح.
كيف يحبسه عمر؟ وهو الذي قد وجهه إلى الكوفة، وامتن على أهلها به ليفقههم في الدين، ويعلمهم القرآن الذي كان قد جمعه في عهد رسول الله ﷺ، وفيم يحبسه؟ في الإكثار من الرواية، فكم حديثا رواه؟ روى عن النبي ﷺ ثمانمائة وثمانية وأربعين حديثا
١ انظر ترجمته مطولة في صفة الصفوة ج١ ص٣٩٥-٤٢٣.
1 / 97