168

الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين

الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين

Editorial

-

Número de edición

الخامسة

Géneros

ويبالغ بعض أتباعه في مشايعته، ويغالون في محبته فيعرفون بـ"الشيعة"، ولم تكن إحدى الفرقتين أقل ضررا، ولا أضعف خطرًا على الدين من الأخرى.
الخوارج: فالخوارج رأوا أن الخلافة يجب أن تكون بمحض الاختيار، ولا يلزم كون الخليفة قرشيا خلافًا لما جاءت به النصوص، ومتى تم اختيار الإمام فلا يصح له أن يتنازل، ولا أن يقبل الاحتكام، وهم يرضون الخلافة للشيخين، ثم لعثمان في السنين الأولى من خلافته، ويرضونها لعلي إلى أن قبل التحكيم، وبقبوله له أصبح كافرا في رأيهم، ومعاوية غاصب للخلافة. وهم يكفرون بالمعصية فمرتكب الكبيرة عندهم كافر، والذي يظهر من حالهم أنهم أعراب غلاظ من جفاة البادية لم يحسنوا فهم القرآن، ولم يتمعنوه، وليس فيهم صحابة، أشرق نور النبوة عليهم، أو استضاءوا به. وقد أجاد ابن حزم تسفيه رأيهم في التحكيم وتحقيق جهلهم ومجافاتهم للحق قال: "ما حكم علي ﵁ قط رجلا في دين الله وحاشاه من ذلك، إنما حكم كلام الله ﷿، كما افترض الله تعالى عليه، وإنما اتفق القوم كلهم إذا رفعت المصاحف على الرماح، وتداعوا إلى ما فيها على الحكم بما أنزل الله ﷿ في القرآن، وهذا هو الحق الذي لا يحل لأحد غيره؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ

1 / 173